تعتبر الجولة الجديدة التي يقوم بها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء كريستوفر روس مؤشرا على التوتر الذي يطبع الملف بحكم تأجيل مجلس الأمن لجلسته للمرة الثانية حول الموضوع. كما قام الأمين العام بان كيمون بتأجل زيارته للأطراف المعنية.
وبدأ كريستوفر روس جولته الاثنين من الأسبوع الجاري بلقاء مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وسينتقل لاحقا الى الرباط ومدريد ونواكشوط ومخيمات تندوف للبحث عن تأييد للصيغة الجديدة التي يقترحها حلا للنزاع.
والجولة الجديدة لا تعكس وجود حوار بقدر ما تعكس وجود توتر حقيقي في ملف الصحراء ومواجهة الأمم المتحدة تحديات كبيرة للغاية، الأمر الذي سيجعلها مقبلة على اتخاذ قرارات قد تشكل منعطفا.
وتأتي الزيارة الجديدة لكريستوفر روس في وقت قام مجلس الأمن الدولي بتأجيل مرتين مناقشة ملف الصحراء، وكانت المرة الأولى خلال الشهر الماضي، بينما المرة الثانية خلال الشهر الجاري واكتفى بدراسة طلب تقدمت به فنزويلا للاحتجاج على زيارة الملك محمد السادس للعيون بمناسبة عيد المسيرة الخضراء، وهو ما تسبب في مواجهة مغربية-فنزويلية في المجلس.
وجاء تأجيل اجتماع مجلس الأمن بسبب عدم تحرير كريستوفر روس أي تقرير يتضمن الجديد مقارنة مع آخر تقرير تقدم به، علما أن القرار الأممي الأخير حول الصحراء نص على تقديم المبعوث لتقريره خلال أكتوبر الماضي.
ويضاف الى هذا التأجيل، قرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون تأجيل زيارته الى المغرب والجزائر ومخيمات تندوف الى الشهور المقبلة، حسبما كشف عنه كريستوفر روس في ندوة صحفية في الجزائر. وكان بان كيمون قد تعهد بزيارة المنطقة قبل نهاية السنة.
ويعمل كريستوفر روس على إقناع الأطراف المعنية بالاتفاق حول مقترح جديد لا يعتمد الاستفتاء ولا الحكم الذاتي ولا الفيدرالية. ويجد رفضا قويا من طرف المغرب وجبهة البوليساريو.