موريتانيا تتخلص من هيمنة المغرب والجزائر عليها وتراهن على دول الساحل بدل اتحاد المغرب العربي

ترغب موريتانيا في نهج سياسة خارجية وإقليمية مستقلة كل من المغرب والجزائر، وينطلق الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز من رؤية قومية تقوم على التخلص من عقدة الدولة التابعة لمحور معين على حساب آخر نحو الدولة المستقلة.

وتاريخيا، كانت موريتانيا تحسب على المغرب في مناسبات معينة، حيث تربط سياستها الخارجية بالرباط، وفي مناسبات أخرى تقوم بتغيير المحور وترتبط بالجزائر. وهذا يتجلى في ظهور طبقة من السياسيين والمثقفين والاعلاميين الذين لهم تعاطف مع هذا البلد أو ذاك.

وتفيد التطورات الأخيرة بمحاولة موريتانيا تجاوز هذه الظاهرة في سياستها الخارجية، حيث بدأت ترسم مسافة من البلدين والرهان على دول الساحل والبعد الإفريقي، وهو ما يفسر التوتر الذي يجمعها حاليا بكل من البلدين، وهذا يحدث لأول مرة خلال العقود الأخيرة.

في هذا الصدد، طردت موريتانيا المستشار الأول في السفارة الجزائرية بلقاسم سرواتي الأسبوع الماضي بتهمة محاولة تغليط الصحفيين، وذلك باتهامه بدفع صحفي موريتانيا من جريدة البيان لنشر أخبار تتحدث عن دعوى قدمتها نواكشوط ضد المغرب بسبب تجارة المخدرات. وردت الجزائر بطرد مماثل الاثنين الماضي.

في الوقت ذاته، ترفض موريتانيا حتى الآن، تعيين سفير لها في العاصمة الرباط، وهو المنصب الشاغر منذ أربع سنوات. ولا تقدم موريتانيا تفسيرا لقرارها المبهم. ولا يمكن الحديث عن علاقات جيدة بين المغرب وموريتانيا في غياب سفير في الرباط.

في غضون ذلك، قامت موريتانيا بالابتعاد تدريجيا عن اتحاد المغرب العربي والرهان على منطقة الساحل وتبني سياسة مستقلة عن محوري المغرب والجزائر.

وعلاقة بهذا، أقدمت خلال فبراير من السنة الماضية على تأسيس تجمع دول الساحل رفقة مالي والنجير وتشاد وبوركنيا فاسو، حيث أقصت المغرب والجزائر من الحضور ولو بصفة مراقبين، بينما استدعت دول مثل اسبانيا وفرنسا.

وبدأت تنهج سياسة مستقلة عن المغرب تجاه الاتحاد الأوروبي وخاصة في مجال الصيد البحري، حيث كانت موريتانيا تنسق مع المغرب. ويمتد هذا الى ملفات ومنها مكافحة الهجرة.

ابتعدت عن التنسيق مع الجزائر في ملفات القارة الافريقية، رغم أن الجزائر كانت وراء إيصال الرئيس محمد ولد عبد العزيز الى رئاسة الاتحاد الإفريقي في دورته السابقة. ومن ضمن المبادرات الانفرادية هو ما تقدم عليه في مالي، ويقلق كثيرا الجزائر.

وتجد سياسة محمد ولد عبد العزيز تجاوبا من طرف شريحة من السياسيين والمثقفين والاعلاميين لأنها تخلصهم مما يفترض عقدة الارتباط التاريخية بالمغرب أو الجزائر.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password