قام وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار بجولة شملت ثلاث عواصم رئيسية بالنسبة للمغرب وهي دكار وباريس ومدريد، حيث شكل نزاع الصحراء المغربية والملفات الثنائية، ولم تشمل الزيارة الجزائر. وأنهى زيارته اليوم في مدريد حيث تجنب الحديث عن سبتة ومليلية المحتلتين بينما عادت اسبانيا الى التأكيد على تقرير المصير كحل لنزاع الصحراء.
استثناء الجزائر من الجولة
وعكس سلفه في المنصب، سعد الدين العثماني، لم يختار مزوار العاصمة الجزائر كأول زيارة له الى الخارج، وكان العدالة والتنمية يعتبر الجزائر ذات أولوية للحكومة المغربية، ولهذا جاءت تلك الزيار الشهيرة كأول سفر خارجي للعثماني. بينما يلتقي حزب الأحرار في كل شيء مع المؤسسة الملكية في العلاقات الخارجية.
تأكيد العمق الإفريقي
وحل مزوار بالعاصمة دكار في بداية الأسبوع الجاري، حيث استقبله الرئيس ماكي سال ووزير الخارجية مانكور نداي. وشكلت هذه الزيارة امتدادا للأهمية التي يوليها الملك محمد السادس للعلاقات مع دكار ومع دول إفريقيا الغربية مثل مالي والنيجر. وتعكس في الوقت ذاته تكثيف البعد الإفريقي للدبلوماسية المغربية.
التقليد الفرنسي
وانتقل مزوار الى العاصمة باريس للاجتماع بنظيره الفرنسي لوران فابيوس، حيث تعد باريس تقليدا دبلوماسيا وتكون من العواصم الأولى التي يزورها كل وزير مغربي. وعالج الوزيران قضايا الاهتمام المشترك. وحول الملف الرئيسي في الأجندة المغربية، وهو ملف الصحراء، أكد أن “فرنسا تضطلع بدور هام في دعم المغرب في صيانة وحدته الترابية”. وبهذا يؤكد مزوار على أهمية فرنسا بالنسبة للدبلوماسية المغربية خاصة في ملف الصحراء، لأنها تعتبر الدولة الوحيدة في أوروبا التي تفضل علانية مقترح الحكم الذاتي على تقرير المصير.
مدريد تؤكد على استفتاء تقرير المصير
وأنهى مزوار زيارته الى اسبانيا، حيث استقبله الملك خوان كارلوس ورئيس الحكومة ماريانو راخوي ووزير الخارجية مانويل مارغايو. ويجهل مضمون المباحثات التي أجراها مزوار مع راخوي. وفي الندوة الصحفية التي عقدها مع نظيره الإسباني، وقال الأخير في جواب حول موقف اسبانيا من نزاع الصحراء “اسبانيا مع حل مستقر، سلمي ودائم ومقبول من الطرفين يعترف بحرية تقرير المصير للشعب الصحراوي في إطار مبادئ الأمم المتحدة”.
وعلاوة على التصريحات البروتوكولية حول التعاون والجوار، تجنب مزوار خلال الندوة الصحفية الحديث عن سبتة ومليلية المحتلتين مؤكدا وضع المشاكل جانبا، كما أن مصادر سياسية في اسبانيا تؤكد أنه لم يعاتب اسبانيا على المقترح الذي حملته الأسبوع الماضي الى الجمعية البرلمانية للحلف الأطلسي ينص على إلغاء اعتبار البوليساريو مصدر تهديد لوحدة المغرب، وهو المقترح الذي تبنته الجمعية البرلمانية.
ويصمت المغرب عن ملف سبتة ومليلية أملا في الحصول على دعم اسباني للحكم الذاتي خاصة وأن اسبانيا تعتبر قوة استعمارية سابقة في الصحراء وتستشيرها الأمم المتحدة في جميع التطورات.