على شاكلة سيناريو القرم، مخطط مصري-إماراتي مفترض بضم غرب ليبيا الغني بالبترول لمصر

حذّرت الولايات المتحدة دولة خليجية يعتقد أنها الإمارات العربية المتحدة من التورط رفقة مصر في تقسيم مفرتض لدولة ليبيا الى شرق غني بالبترول ملحق بالقاهرة وغرب مستقل ضمن فضاء المغرب العربي. ويبدو أن مصر ترغب في تطبيق سيناريو جزيرة القرم. وتعتبر إيطاليا أكثر المتضررين لأن ليبيا عمق استراتيجي لها تاريخيا، كما تبدي الجزائر قلقا بدورها.

وكانت جريدة القدس العربي أول من نشر معطيات حول هذا المخطط أمس الثلاثاء بعدما نقلت تصريحات في هذا الشأن عن مصدر رسمي جزائري، واستعملت الجزائر هذا المنبر للكشف عما تعتبره مؤامرة تستهدف ليبيا.

وقدمت جريدة رأي اليوم التي يشرف عليها عبد الباري عطوان معطيات هامة للغاية ليلة أمس الثلاثاء مشيرة الى وجود دولة خليجية دون تسميتها ويعتقد أنها  الإمارات العربية، بدعم هذا المشروع الذي يشبه محاولة القاهرة اختلاق سيناريو القرم  الأوكراني في المغرب العربي بضم الغرب الشرق الليبي الغني بالبترول.

وتضيف الجريدة أن الولايات المتحدة تراقب السيناريو بقلق كبير، وقد طالبت من شخصية مغاربية إبلاغ الإماراتيين قلق واشنطن من هذا السيناريو الذي سيزيد من تفجير الأوضاع وإقناعهم بالتخلي عن هذه المغامرة، إلا أن هذه الشخصية رفضت القيام بالمهمة، مما جعل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يفاتح الإماراتيين مباشرة ويطلب منهم الكف عن دعم هذا السيناريو لأن واشنطن لن تسمح به نهائيا.

ورغم التحذيرات الأمريكية، فقد تستمر هذه الأطراف في تنفيذ المخطط من خلال التسبب في فوضى في شرق ليبيا وإذكاء روح الانفصال وإعداد الأجواء للمرحلة الثانية وهي بدء الانفصال الفعلي القائم على ما يسمى برقة التاريخية، لاسيما وأن هذه المنطقة تطالب بنظام فيدرالي منفصل عن السلطة المركزية في طرابلس. ويشهر سكان برقة أنهم مصريين أكصثر منهم ليبيين، وكانوا أول من انتفض ضد نظام معمر القذافي.

ويعود قلق الولايات المتحدة الى ما قد يترتب عن هذا السيناريو في حالة الانتقال العملي الى تنفيذ الجزء الثاني، وهو انتشار حقيقي للإرهاب في المنطقة من خلال توافد حركات للدفاع عن وحدة ليبيا. وسيتولد عن الجزء الثاني من السيناريو تدخل قوى كبرى ومنها أوروبية مثل فرنسا وليبيا للمحافظة على مصالحها، وتدخل دول المنطقة التي تجمعها حدود مع ليبيا.وقد تكون إيطاليا الأكثر تضررا من هذا السيناريو بحكم أن ليبيا تعتبر عمقا استراتيجيا لإيطاليا منذ القرن التاسع عشر بسبب مصادر الطاقة والأمن كذلك. وتضررت إيطاليا من سقوط معمر القذافي بسبب دخول دول أخرى الى ليبيا مثل فرنسا والولايات المتحدة. وتشكل ليبيا المزود الرئيسي لإيطاليا بالبترول.

وتتهم مصر ليبيا باحتضان ما يسمى “الجيش المصري الحر” المرتبط فرضيا بمتطرفين إسلاميين، وتنشر الصحافة المصرية المقربة من السلطات معطيات باستمرار حول هذا الجيش وكيف يمس الأمن القومي المصري وتدعو الى تدخل استباقي واحترازي في شرق ليبيا.

 

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password