بوتفليقة يوسع دائرة من يستقبلهم للإيحاء بعودة متدرجة للمشهد السياسي والجزائريون يتساءلون حول فعالية الظهور المتقطع للتغطية على أزمة الفراغ الرئاسي

الرئيس بوتفليقة يجتمع لاول مرة مع مسؤولين من مثل وزير الخارجية مراد مدلسي فيما كان الاجاتماع من قبل منحصرا في الوزري الاول عبد المالك سلال ورئيس اركان الجيش

 في الوقت التي تزداد فيه الضغوط السياسية على النظام الحاكم بالجزائر بتزامن مع مرحلة الدخول السياسي والاجتماعي في البلاد، من اجل التعامل مع إشكال الفراغ الرئاسي الناجم عن الوضع الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تسعى الرئاسة من خلال الظهور المتكرر والخاطف لرئيس البلاد المريض مع مسؤولين سياسيين جزائريين لمنح الانطباع  بأن ثمة عودة متدرجة للرئيس إلى العمل السياسي و إلى ممارسة سلطاته. ولأول مرة يظهر عبد العزيز بوتفليقة مع مسؤول حكومي في مستوى وزير الخارجية مراد مدلسي بعدما كانت اللقاءات السابقة وحتى تلك التي تمت في باريس تنحصر في شخصيتين هما  الوزير الأول عبد  المالك سلال  وقائد أركان الجيش قائد صالح.

ونشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية صورة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة  وهو  يجالس الوزير الاول عبد المالك سلال ووزير الخارجية والتعاون الجزائري مراد مدلسي. واعتٌبر هذا اللقاء هو الأول من نوعه  للرئيس بوتفليقة مع مسؤول حكومي جزائري دون رتبة رئيس الحكومة الوزير الاول الذي كان ينفرد بلقائه إلى جانب رئيس أركان الجيش منذ ظهوره الأول في يوليوز بفرنسا بغرض اطلاع الرأ ي العام  الجزائري على وضعه الصحي بعدما كان الجدل بلغ مستوى من الحدة حول الفراغ الرئاسي.

 وتحدثت وكالة الأنباء الجزائرية عن ممارسة بزتفليقة  من خلال هذا اللقاء لبعض مهامه حيث اطلعه مدلسي عن راهن القضايا الدبلوماسية الجزائرية وقضايا دولةمرتبطة بها،  فيما كان استقبل بتوفليقة يومين قبله رئيس اركان الجيش حيث جرى التطرق للتهديدات الأمنية على الحدود الجزائرية واستنفار الجيس الجزائري قواته على الحدود للتعامل معها.

 واعتبرت وسائل الإعلام الجزائرية الاخرى المستقلة مثل الخبر الجزائرية والشروق ان لقاء بوتفليقة بمدلسي إلى جانب سلال، إجراء رئاسي لافت، و هو “توسيعة ملحوظة لاستقبالات مسوؤلي الدولة” من قبل رئيس البلاد.

 ومنذ عودته في يوليوز الماضي من رحلته العلاجية من جلطة دماغية بفرنسا إلى الجزائر بعد ثمانين  يوما من الإقامة الاستشفائية بباريس وبالضبط منذ27 أبريل المنصرم، شرع الرئيس بوتفليقة في الظهور عبر صور مرئية مع مسؤولين جزائريين خصوصا الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس اركان الجيش قايد صالح.

ومنذ عودته احتدم الجدل في  الجزائر حول الوضع الصحي للرئيس الذي بدا أنه مازال تحت تأثير مرضه يعدم القدرة اللازمة لاستئناف مهامه الرئاسية  بشكل طبيعي. ونتيجة هذا الوضع، ارتفعت الأصوات السياسية وخاصة المعارضة مطالبة تطبيق البند 88 من الدستور الذي يقر بعجز الرئيس وبالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة. وكلها كانت تشكل ضعوطا سياسية على الرئاسة. ولعله ايضا بلغ إلى مسمع الرئيس الذي أقعده مرضعه عن مغادرة أسوار القصر الرئاسي جلبة  التدافع القوي داخل الحزب الكبير المسند للسلطة في صراع ظاهر وباطن على قيادة الحزب والترشح لمنصب الرئيس  لخلافة بوتفليقة.

وزادت من حدة الضغط على رئاسة البلاد موسم الدخول  الاجتماعي إلى جانب الدخول السياسي في ظل شبه فراغ رئاسي ، وقالت الخبر في هذا ا لسياق  ” لقد طغى الوضع السياسي الموسوم بالاحتباس، رغم ما ينتظر الجزائر من موعد انتخابي مصيري، على وضع اجتماعي صار هو الآخر رهن تساؤلات ذات مضمون سياسي (الرئاسيات)، موازاة مع دخول اجتماعي لا يحمل في معانيه إلا ”الاسم”، بينما ظلال التوتر مخيمة عليه، أمام حكومة تسعى لتصريف أعمال المرحلة الراهنة”.

 ويرى مراقبون انه ليس من حيلة لدى الرئاسية الجزائرية في ظل واقع الوضع الصحية للرئيس الجزائري  لموجهة كل تلك الضغوط سواء  أكانت سياسية ام اجتماعية سوى إخراج صور لرئيس البلاد مع مسؤولين حكوميين وإن اقتضى الامر احيانا توسيعها تدريجيا لمنح انطباع ان ثمة عوة متدرجة لرئيس البلاد إلى الحياة السياسية. ويبقى التساؤول البارز الذي يردده الجزائريون هو إلى متى سيظل الظهور الصوري للرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو التصريف السياسي  والسلطوي الأنجع للتعامل مع إشكال الفراغ الرئاسي الذي تعاني منه الجزائر.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password