أصبح موضوع الصحة في المستشفيات العمومية في المغرب قنبلة قابلة لتفجير الأوضاع الاجتماعية في أكثر من مدينة كما يحدث في الوقت الراهن في مدينة الحسيمة جراء وفاة تلميذة بسرطان الدم يعتقد أنها تعرضت لإهمال، ولم تنجح برامج الحكومة ولا مشروع التنمية البشرية في الرفع من مستوى الصحة بل يسجل القطاع تدهورا خطيرا.
وعاشت مدينة الحسيمة أمس تظاهرة ضد الإهمال الطبي الذي تعرضت له التلميذة فاطمة أزهريو التي وافتها المنية عن سنة 14 سنة بسبب مرض سرطان الدم، وتحتج الساكنة على الإهمال الطبي التي تعرضت التلميذة، وخرج الكثير من تلاميذ الثانوية التي تدرس فيها للاحتجاج والتنديد.
وما يجري في الحسيمة من احتجاجات، تشهده الكثير من مدن المغرب خاصة المتوسطة والصغيرة، الأمر الذي بدأ يجعل من قطاع الصحة قنبلة حقيقية قابلة لتفجير الأوضاع الاجتماعية.
وتعود هذه الاحتجاجات الى عوامل متعددة وعلى رأسها، عدم اهتمام الدولة المغربية بتطوير المستشفيات، حيث تفتقر الكثير منها للمقومات. ولم تنجح مشاريع الدولة المغربية في حل مشاكل الصحة بما فيها مبادرة التنمية البشرية.
ويضاف الى هذا، غياب روح المسؤولية عند نسبة لا يستهان بها من الأطباء الذين يفضلون العمل في القطاع الخاص رغم انتمائهم للقطاع العام، وهناك عشرات الحالات شهريا عن الإهمال الذي يقع في المستشفيات وينتج عنه تظاهرات.
في الوقت ذاته، لم يخصص المجتمع المدني والحركات الاحتجاجية ومنها حركة 20 فبراير الاهتمام الكافي لقطاع الصحة رغم أنه يرتبط بالحياة. ومن ضمن هذا التأخر في الوعي بهذا القطاع، لم يجد وزير الصحة الحسين الوردي الدعم الكافي في مواجهة لوبيات صناعة الدواء في المغرب.