ألقى محمد الفيزازي، أحد زعماء التيار السلفي خطبة الجمعة اليوم أمام الملك محمد السادس في مسجد بمدينة طنجة، ويعتبر هذا المستجد حدثا بامتياز وقد ينعكس إيجابا على مصالحة محتملة بين التيار السلفي والمغرب الرسمي.
ومنذ أيام والحديث يجري عن احتمال إلقاء الفيزازي، أبرز وجود السلفية خطبة يوم الجمعة في حضرة الملك محمد السادس، وهو ما تأكد يومه الجمعة. وركز الفيزازي في خطبته على الأمن والاستقرار في المغرب والإشادة بالملك محمد السادس أميرا للمؤمنين.
ويعتبر مستجد اليوم هو الحادث الثالث من نوعه الذي يعمل على تقريب المغرب الرسمي من السلفية، وإن كانت بين حادثة الأحداث مسافة زمنية. وكان الحادث الأول هو اعتراف الملك محمد السادس بوقوع خروقات في عمليات معالجة ملف السلفية في إطار مكافحة الإرهاب، ثم الإفراج عن زعماء السلفية وأبرزهم عمر الحدوشي والفيزازي وأو الحفص والكتاني كما شملت عمليات الإفراج معتقلين آخرين غير معروفين.
ومن جانبه، أصبح الفيزازي الوجه السلفي الأبرز الذي يتولى الدفاع عن بعض أطروحات الدولة المغربية ومنها مواجهة بعض السلفيين المتطرفين وتقديم عرض للدولة للتحاور مع الشباب المتطرف لإقناعهم بالاعتدال، ولم يتردد في الدفاع عن مدير المخابرات عبد اللطيف الحموشي ونفي تورطه في التعذيب في أعقاب اتهام مغاربة له أمام القضاء الفرنسي بالتعذيب (حالة عادل المطالسي وزكريا المومني ونعمة الأسفري).
وقد تشكل مبادرة الملك مقدمة لعملية إفراج قد تكون كبيرة عن السلفيين الذين أصبحوا معتدلين. إذ جرت العادة أن تكون المبادرات الرمزية للملك في ملفات شائكة متبوعة بإجراءات عملية.