العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يؤكد عودة المغرب الرسمي الى الاهتمام بالملف الفلسطيني بعد سنوات من التهميش

يحاول المغرب لعب دور في إيجاد حل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث يتحرك هذه المرة على مستويات متعددة عكس المرات السابقة الذي كان موقفه يتسم ببرودة تثير تساؤلات عديدة خاصة وأنه يرأس لجنة القدس. وتؤكد المعطيات ومنها بحث الملك محمد السادس مع أمير قطر  الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هذا التوجه الذي يدخل عموما ضمن ما يمكن الاصطلاح عليه “الإستيقاظة الدبلوماسية للملك محمد السادس”.

وتؤكد وكالة الأنباء القطرية الاتصال بين أمير هذا البلد الخليجي وملك المغرب أمس السبت، وهذا الاتصال حول الملف الفلسطيني يجري مع طرف محسوب على حركة حماس أو راع لها وعلى صف ما يمكن اعتباره الممانعة (ليس على الطراز السوري) يحمل دلالات كثيرة. ولم يحصل اتصال حول الملف الفلسطيني بين المغرب ودول خليجية تعتبر معادية لحماس وتقف في صف مصر مثل الإمارات العربية المتحدة والعربية السعودية.

والتواصل مع قطر ينضاف الى خطوات أقدم عليها المغرب منها الدعوة منذ أسبوعين الى عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية في القاهرة لمعالجة العدوان الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته، الترخيص لتظاهرة ضخمة في الرباط يوم 20 يوليوز شارك فيها وزير الخارجية صلاح الدين مزوار نفسه، وهي سابقة حقيقية، حيث لم يكن وزراء الخارجية يشاركون في هذه المسيرات من قبل تفاديا لإثارة اللوبي اليهودي الأمريكي الذي كان يعتمد عليه المغرب في ملف الصحراء. ومن باب المقارنة، كان وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني قد تعرض لانتقادات قوية بسبب مواقف أعرب عنها في صفحته في الفايسبوك، بينما نجد صلاح الدين مزوار يشارك في تظاهرة.

وتعتبر مشاركة مزوار لافتة، فوزير الخارجية لم يعرف عنه الارتباط بالقضايا العربية ومنها الفلسطينية بل ليبرالي فرنكفوني لم يسبق له أن اتخذ موقفا لصالح فلسطين في الماضي. وتبقى مشاركته في مسيرة الأحد بضوء “أخضر لامع” من القصر الملكي. وهذا أكثر من إشارة حول التغييرات التي تشهدها الدبلوماسية المغربية.

ويأتي تحرك المغرب ضمن ما يمكن تسميته “الإستيقاظة الدبلوماسية للملك محمد السادس” المسجلة منذ بداية الموسم السياسي الجاري، حيث رفع من مستوى الزيارات للخارج والوساطة والتدخل في القضايا الدولية بشكل غير معهود منذ وصوله الى العرش منذ 15 سنة.

وكان المغرب الرسمي في الماضي لا يبدي حماسا للتدخل في الملف الفلسطيني رغم رئاسته للجنة القدس، حيث انتقدته دول لتجميد هذه اللجنة ومنها أصوات من مصر وتركيا وفلسطين، وكان حضوره تقنيا عل مستوى وكالة بيت مال القدس، ولكن الملك ترأس مؤتمرا للجنة في مراكش خلال يناير الماضي بعد سنوات طويلة من الجمود. وبعد هذا المؤتمر، يقع اهتمام أكثر بالملف الفلسطيني وخاصة مع اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password