في أكبر عملية تعيين سفراء سياسيين: المغرب يستعد لمعركة الصحراء ووصول كلينتون للرئاسة

الملك محمد السادس وهيلاري كلينتون في لقاء في واشنطن خلال نوفمبر 2013

أقدم الملك محمد السادس على تعيين عشرات السفراء منهم “سفراء سياسيين” في أكبر عملية تعيين يشهدها التاريخ الدبلوماسي المغربي. ومن العناوين البارزة هي حضور أسماء من الحقل الحقوقي القريب من تصور الدولة. وترمي هذه التعيينات الى الاستعداد لمعركة الدبلوماسية للصحراء وكذلك الاستعداد لاحتمال وصول هيلاري كلينتون للرئاسة، لهذا جرى تعيين الأميرة جمانة في واشنطن رغم فشلها في سفارة لندن.

وجاءت التعيينات من الصحراء مباشرة في الزيارة التي يقوم بها حاليا للمنطقة. ولم يتم نشر لائحة السفراء رسميا حتى الآن في موقع وزارة الخارجية، ولكن تسربت أسماء كثيرة، ومنها بعض الأسماء المعروفة لدى الرأي العام.

واختار الملك تعيين “سفراء سياسيين”، ومفهوم “السفير السياسي” هو السفير الذي لا ينتمي الى سلك الدبلوماسية ويكون الهدف من وراء تعيينه هو تنفيذ مهمة سياسية في أجندة الدولة أو الرفع من مستوى العلاقات مع دولة معينة خاصة عندما يتم تعيين وزراء سابقين.

ومن خلال هذه التعيينات، يتضح أنها تهم أساسا ملف الصحراء دوليا الذي يعتبر أكبر ملف يهم الدبلوماسية المغربية. وإذا كانت التعيينات في الماضي تنص على ما ما يسميه المغرب “الدبلوماسية الاقتصادية”، أي سفراء يعملون على تطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول المعتمدين فيها، فالآن يبقى الهدف والهاجس هو الصحراء. ومن ضمن التحديات التي يواجهها المغرب في ملف الصحراء ملف حقوق الإنسان والمعركة الدائرة حول تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.

ويمكن الاقتصار على مجموعة من الأسماء لفهم هدف هذه التعينات التي تمت يوم السبت الماضي.

كنزة الغالي: جرى تعيينها في سفارة المغرب في التشيلي. وكان برلمان التشيلي قد اعترف سنة 1914 بما يسمى الجمهورية الصحراوية، وهناك ضغط كبير على الرئيسة باشليت لكي تعترف بجمهورية البوليساريو. وتميزت كنزة الغالي طيلة سنتي2014 و2015 بنشاط في الدفاع عن مغربية الصحراء في منطقة أمريكا اللاتينية. ويساعدها تكوينها في الجامعة الإسبانية ومعرفتها بأمريكا اللاتينية على بلورة خطاب للتحاور مع الفاعلين السياسيين والحقوقيين في التشيلي.

خديجة الرويسي: جرى تعيينها في دولة الدنمرك، هذه الأخيرة تحولت الى معقل من معاقل جبهة البوليساريو، لاسيما بعدما بدأت تتزعم مقاطعة البضائع المغربية القادمة من الصحراء.

أمينة بوعياش: القادمة من الحقول الحقوقي بسبب رئاستها للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، تتولى سفارة السويد التي جلعت ناقوس الخطر يدق في المغرب بعد إعلانها مراجعة موقفها من نزاع الصحراء مع احتمال الاعتراف بجمهورية البوليساريو.

أحمد حرزني: سفير متجول وهو ماضي في حقوق الإنسان. ومن مهام حرزني هو لعب دور “سفير الإطفاء” بالتنقل بين عواصم العالم لشرح ما يفترض أنه تطور في حقوق الإنسان في البلاد في مواجهة البوليساريو. وكان حرزني قد قام بهذا الدور في الماضي عندما كان في هيئة المصالحة والإنصاف.

ومن ضمن التعيينات الملفتة هو اختيار جمانة لمنصب سفيرة المغرب في واشنطن وهي القادمة من سفارة المغرب في لندن. وعمليا، لم تنجح جمانة في دورها في لندن، فإبان اعتمادها، تحولت بريطانيا الى معقل البوليساريو أكثر بكثير من اسبانيا. والسؤال: هل ستكون جمانة في مستوى مواجهة البوليساريو الذي يتوسع في نيويورك وواشنطن؟

هناك هاجس آخر قد يكون تحكم في تعيين الملك محمد السادس لابنت عمه وهو هاجس احتمال وصول هيلاري كلينتون الى رئاسة الولايات المتحدة خلال السنة المقبلة. ونظرا للعلاقات التي تجمع كلينتون بالعائلة الملكية، فقد تكون جمانة مخاطبة لها مستقبلا.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password