فرنسا حريصة على ريادتها الاقتصادية والسياسية في المغرب في مواجهة الولايات المتحدة والصين واسبانيا

الملك محمد السادس مستقبلا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند في الدار البيضاء السنة الماضية

كشفت جريدة لوموند الفرنسية أن دبلوماسية باريس تعمل جاهدة لتحافظ على ريادتها السياسية والاقتصادية في المغرب في مواجهة دول قوية مثل الصين والولايات المتحدة واسبانيا. ويشكل المغرب لفرنسا حالة خاصة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا.

وتؤكد لوموند في مقال لها أمس في موقعها في شبكة الإنترنت أن السفارة الفرنسية في الرباط تتولى تطبيق استراتيجية خاصة تجعل من المغرب استمرارا للنفوذ الاقتصادي الفرنسي بعيدا عن المنافسة القوية من الدول المذكورة. وتنقل عن السفير الفرنسي المعتمد في الرباط تشارلز فريي أن باريس تخوض معركة هامة في المغرب لتحافظ على صفة الشريك الاقتصادي الأول في مواجهة اسبانيا أساسا حيث أن الفارق محدود للغاية سنة 2013 لصالح فرنسا بينما تفوقت اسبانيا سنة 2012.

ويؤكد السفير أن الاستراتيجية الجديدة تتمثل في عقد اجتماع مع رؤساء شركات أو ممثليهم ما بين ثلاث الى أربع مرات خلال السنة الواحدة لتسطير الزيارات السياسية والاقتصادية الى المغرب وكذلك تحديد العراقيل التي تواجهها بعض الاستثمارات الفرنسية في المغرب.

وعملت الخارجية الفرنسية أن لا يتأثر المغرب من سياسة حكومة فرانسوا هولند المعارضة لنقل إنتاج الشركات الفرنسية للخارج، وبهذا يشكل الاستثناء تقريبا في هذا الشأن. وكان فرانسوا هولند قد عارض قبل وصوله الى رئاسة البلاد تدشين شركة رونو معملا لها في شمال المغرب يعتبر من أكبر معامل إنتاجها في الوقت الرهن.

ويبدو من خلال توجه فرنسا الحالي في المغرب العربي، أنه رغم رهانها الكبير على السوق الجزائرية إلا أن المغرب يستمر البلد الشريك والحليف الذي تراهن عليه كثيرا خاصة في وقت يتراجع نفوذ باريس عالميا بسبب صعود قوى جديدة تمتلك من المقوما الشيء الكثير للتنافس دوليا.

وتعاني فرنسا في المغرب من منافسة قوية من اسبانيا التي بدورها تعتبر المغرب منطقة حيوية لمصالحها، وتأتيها منافسة قوية من الصين التي تتغلغل تجاريا في المغرب العربي بشكل صامت.

والرهان الفرنسي على المغرب يلتقي مع رغبة الرباط التي ترى في تعزيز العلاقات مع باريس فرصة لتعويض التراجع الذي سجلته العلاقات مع الولايات المتحدة. ولهذا، فقط انخرطت في الكثير من المبادرات الدولية التي تتزعمها فرنسا ومنها التدخل لفرض السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى حيث أرسل المغرب قوات عسكرية الى هذا البلد الإفريقي.

ومن ضمن العوامل التي تساعد فرنسا على استمرار ريادتها في المغرب في الوقت الراهن أن أكثر من نصف الأطر  المغربية التي تشرف على تسيير البلاد وخاصة في المجالات الاقتصادية درست في الجامعات الفرنسية.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password