زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد منيب: الرهان على المدرسة العمومية هو رهان على الديمقراطية والتنمية الحقيقية

قالت أمينة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إن التنمية الحقيقية تبدأ بتنمية الإنسان عبر مجال التربية والتكوين والثقافة، فالمدرسة مدخل أساسي لبناء الديمقراطية.

وأكدت منيب في مداخلة لها خلال ندوة نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مساء أمس الثلاثاء، على ضرورة وجود مدرسة موحدة يلجها الجميع، وتحقق تكافؤ الفرص وإمكانية النجاح للشخص كيفما كانت الطبقة والوسط الذي ينتمي له.

 

وأشارت منيب إلى أن المدرسة العمومية هي سلم الرقي والاختلاط الاجتماعي، والتوجه نحو المدرسة الخاصة يكسر الاختلاط المجتمعي، مما قد يؤدي إلى خلق شرخ يهدد السلم الاجتماعي، ويجعل فئة تصل إلى تعليم لا بأس به، مقابل فئات لا تصل إلى أي تعليم، وهو ما تعكسه نسب الأمية في صفوف المواطنين بمختلف شرائحهم، فضلا عن الهدر المدرسي، وتبديد قدرات الشباب الذي لا يحصل على تعليم في المستوى.

وانتقدت الأمينة العامة للاشتراكي الموحد التعليم المغربي، الذي بات اليوم في حدود دنيا ومجزأ، والهدف من ورائه هو الحصول على الشغل، ناهيك عن تشجيعه التخصص، ما يؤدي إلى غياب الثقافة العامة والحس النقدي.

وشددت منيب على أن الرهان على المدرسة العمومية المغربية هو رهان على الديمقراطية، فهذه المدرسة هي التي ستكون الأطر وتسهم في التقدم، والمدرسة العمومية أنتجت في فترة سابقة نخبة استفادت منها البلاد، لكن بعد ذلك بدأ مسلسل التخريب وخوصصة التعليم، وبدأت الدولة ترفع يدها على القطاع.

ولفتت منيب إلى ضرورة الإصلاح الشامل الذي يشمل كل أسلاك التعليم، بداية بالتعليم الأولي ووصولا إلى التعليم الجامعي، مع اختيار أساتذة أكفاء من خيرة الشباب وتكوينهم بشكل جيد، والرفع من أجرتهم والاهتمام بهم.

وتطرقت منيب في مداخلتها إلى الدور الكبير الذي تلعبه الفلسفة في إعمال العقل وتعليم الشخص الفكر النقدي، إلا أن الدولة ألغت تعليم الفلسفة منذ السبعينيات بهدف إبعاد المواطن عن الحس النقدي، مقابل العيش في ثقافة الخوف والطاعة العمياء.

وخلصت منيب إلى أن المغرب بحاجة إلى حوار وطني، وثورة ثقافية وسياسية، وإحداث قطائع، والاتفاق على أننا بحاجة إلى مجتمع المعرفة والديمقراطية والحرية.

Sign In

Reset Your Password