رغم خدمات المغرب لها في مواجهة الإرهاب والهجرة، مدريد الوحيدة التي اعترضت على مشاركة مسؤول اسباني في كرانس مونتانا

رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران رفقة نظيره الإسباني ماريانو راخوي

اعترضت حكومة مدريد على حضور رئيس الحكومة السابق خوسي لويس رودريغيث سبتيرو منتدى التنمية كراس مونتانا في مدينة الداخلة. ويأتي الاحتجاج ليبرز استمرار حضور قضية الصحراء  لدى الرأي العام الإسباني، كما يعتبر مفارقة بحكم تناقض موقف مدريد مع الخدمات التي يقدمها المغرب لهذا البلد الأوروبي في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية وكذلك الإرهاب.

واحتضنت مدينة الداخلة منتدى التنمية كراس مونتانا يومي الجمعة والسبت الماضيين، وكان من أبرز الحضور رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي لويس رودريغيث سبتيرو الذي يعتبر من أصدقاء المغرب في اسبانيا. لكن هذا الحضور شكل ضجة في اسبانيا، حيث انتقدته الحكومة والأحزاب بما فيها الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه.

وبادر وزير الخارجية مانويل مارغايو بتوجيه اللوم الى حضور سبتيرو في هذا المنتدى. وقال في ندوة صحفية يومه الخميس الماضي أن “الاتحاد الافريقي اعتبر يوم 1 فبراير الماضي منتدى كرانس مونتانا منافيا للقانون الدولي ويتناقض ومساعي المنتظم الدولي لحل نزاع الصحراء”.

وتابع قائلا “حضور سبتيرو في المنتدى هو قرار يستوجب توضيحا من الذين قاموا بالزيارة ومن طرف الذين رخصوا بها”، في إشارة الى الأمين العام للحزب الاشتراكي الإسباني، بيدرو سانشيس الذي يصادق على أجندة رئيس الحكومة السابق بحكم أنه ينتمي الى حزبه.

وانتهز الفرصة ليذكر بموقف اسبانيا “اسبانيا تدافع في نزاع الصحراء عن حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين يكفل حرية تقرير مصير الشعب الصحراوي في إطار قرارات الأمم المتحدة وتماشيا مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وعليه فسبتيرو يسافر بصفته الشخصية ولا يمثل الموقف الرسمي الإسباني”.

وتكرر اللوم الحكومي ضد رئيس الحكومة السابق، وقالت نائبة رئيس الحكومة صوريا سانس سانتماريا في ندوة صحفية يومه الجمعة “ما كان على سبتيرو الحضور والمشاركة وهو يدرك جيدا موقف الحكومة الإسبانية من النزاع”. وتابعت أنه كان عليه توخي الحذر من هذا المنتدى”.

وتعرض سبتيرو الى انتقادات من حزبه بسبب حضوره المنتدى ومن باقي الأحزاب. كما انتقدته جريدة الباييس، وهي الجريدة المقربة من الحزب الاشتراكي المعارض وكانت تؤيده عندما كان في السلطة. وكتبت الجريدة أن سبتيرو تسبب منذ شهر في أزمة مع الحكومة بسبب زيارته الى كوبا في وقت يجري التفاوض مع هذا البلد، ثم كرر زيارة الى منطقة الصحراء الغربية، ووضع الحكومة في موقف حرج.

وشارك مسؤولون دوليون في منتدى كراس مونتانا  ومنهم رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق دومنيك دي فيلبان، ورؤساء دول من أوروبا الشرقية. لكن الدولة الوحيدة التي وقع فيها جدل سياسي حول المشاركة هي اسبانيا. وهذا الجدل يبرز مدى حضور ملف الصحراء في أجندة الرأي العام وكذلك الأحزاب السياسية. ومن المنتظر أن يرتفع لسببين، الأول الضغط الذي يمارسه البوليساريو وتحركاته القوية، ومن جهة أخرى، الانتخابات التي تتخلل سنة 2015.

وشاركت الحكومة الإسبانية في هذا الجدل، وكانت الوحيدة التي اعترضت على حضور مسؤول سابق في المنتدى، الأمر الذي لم تفعله فرنسا أو الولايات المتحدة أو دول أخرى. ويأتي هذا الاعتراض في تناقض تام مع الخدمات التي يقدمها المغرب لإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية. ومن ضمن الأمثلة في مجال الهجرة السرية، بناء المغرب سورا سلكيا على طول حدوده مع مليلية رغم مطالبته باستعادة سيادة هذه المدينة رفقة سبتة والجزر المحتلة.

 

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password