يقع المغرب وسط الجدل السياسي في اسبانيا بسبب تفاقم ظاهرة الهجرة السرية خلال الأسابيع الأخيرة، وتنقسم المعارضة بين من يتهم المغرب بالتساهل مع المهاجرين للوصول الى شواطئ اسبانيا وبين من يؤكد ضرورة عدم تحويل هذا البلد المغاربي الى دركي تجنبا لنتائج وخيمة مستقبلا مثل الابتزاز السياسي.
وتفاقمت الهجرة السرية بشكل ملفت، وأصبحت فرق الإنقاذ يوميا تقوم بإنقاذ مئات المهاجرين في طول الساحل الممتد من مضيق جبل طارق الى السواحل الشرقية للأندلس بالقرب من ألمرية. وما بين أول أمس ومساء أمس، جرى إنقاذ أكثر من 300 مهاجر. وتعترف الحكومة بحساسية الملف.
ويترتب عن هذا الوضع، ارتفاع الجدل السياسي حول البحث عن الحلول المناسبة، ويوجد المغرب وسط هذا الجدل. في هذا الصدد، اتهم الحزب الشعبي المتزعم للمعارضة حكومة الحزب الاشتراكي بزعامة بيدرو سانتيش أمس بالعمل على تفادي الضغط على المغرب لكي يقوم بحراسة شواطئه. وقال خافيير ماروتو النائب الثاني المكلف بالتنظيم في الحزب الشعبي “لقد نسي رئيس الحكومة دور المغرب، حيث تتفرج شرطته على آلاف وآلاف الأشخاص في أراضيه في انتظار الهجرة الى اسبانيا”.
وكان منتظرا استعمال الحزب الشعبي للمغرب في خطابه السياسي، فقد اعتاد هذا الحزب عند تزعم المعارضة اللجوء الى المغرب كنعصر هام في خطابه في قضايا الهجرة والإرهاب والزراعة للتضيق على الحكومة الاشتراكية. وكانت أكبر الأزمات خلال العقدين الأخيرين قد وقعت مع الحزب الشعبي سواء في الحكومة أو المعارضة.
وجاء رد فعل مختلف من طرف حزب بوديموس “قادرون”، وهو يساري راديكالي، الذي يلعب دور مساند للحكومة ولكن في الوقت نفسه يعارض بعض قراراتها، أي ينهج ما يعرف ب “المساندة المحدودة”. وفي تصريحات لوكالة أوروبا برس أمس، قالت إيون باليرا ضمن الناطقين باسم الحزب في البرلمان أن “مدريد لا يمكنها الاعتماد على المغرب كدركي لحدودها لأنه ستترتب نتائج سلبية عن هذا”. وضمن ما تعتقده نتائج سلبية “خروقات حقوق الإنسان التي يرتكبها المغرب ضد المهاجرين ويمكنه ابتزاز اسبانيا بسبب هذا الدور الذي يقوم به”. وفي المقابل طالبت بتسوية وضعية المهاجرين السريين وتولي اسبانيا نفسها مراقبة حدودها بدون الاعتماد على المغرب.
ولا يرى حزب بوديموس بعين الارتياح العلاقات مع المغرب، فهو يعتقد أن كل قرار يقوم به المغرب تجاه اسبانيا يهدف إما للحصول على دعم في نزاع الصحراء أو مساعدات مالية من طرف الاتحاد الأوروبي.