أسس حزب “النهضة والوحدة الإسبانية” الذي يستوحي مبادئه السياسية من الإسلام فرعا له في مدينة سبتة المحتلة، وهو ما يشكل مفاجأة سواء للمغرب واسبانيا، لاسيما وأنه يعتمد خطابا سياسيا غير مهادن للدفاع عن الشريحة التي يمثلها وهي شريحة مسلمي اسبانيا.
وكان المغربي مصطفى البقاش قد أسس الحزب خلال مارس 2010 لكي يمثل المسلمين في الانتخابات بعدما سدت مختلف الأحزاب ابوابها في وجه المسلمين. وفي الوقت الذي كان يعمل على تطويره توفي في بداية رمضان من السنة الماضية. وتتولى هيئة كانت رفقته وانم إليها أطر سياسية للعمل على انتشار الحزب.
وفي هذا الصدد، جاء اختيار مدينة سبتة من ضمن المدن الرئيسية التي يراهن عليها الحزب، حيث قدم وفق الجريدة المحلية في عددها اليوم “الفارو دي سيوتا” القيادة المحلية لفرع الحزب في هذه المدينة. وتبرز الجريدة نقلا عن مسؤولين من الحزب أن الأطر التي ستسير الحزب لها حضور سياسي واجتماعي في المدينة.
وجاء تركيز حزب “النهضة والوحدة الإسبانية” على سبتة لسببين رئيسيين، الأول وهو وجود ساكنة مسلمة كبيرة ومهمشة سياسيا، والثاني يتجلى في أن هذه الساكنة قد تكون مستعدة لتقبل خطاب سياسي مستوحي من الإسلام ويحترم خصوصياتها.
ويشكل رهان الحزب على سبتة وربما لاحقا على مليلية مفاجأة سواء للمغرب أو اسبانيا، فمن جهة، يفتقد المغرب لعلاقة بأعضاء الحزب وبدورهم يرفضون اي علاقة لكي لا يقال أن الرباط وراءهم، كما أن السلطات الإسبانية لا تنظر بعبين الرضا لحزب يستمد مبادئه من الإسلام ويركز على مدينة شائكة مثل سبتة فيها ساكنة مسلمة بدأت تمتلك وعيا سياسيا وتطالب بفضاء سياسي لها.
