مع اقتراب معالجة مجلس الأمن الدولي لملف الصحراء المغربية في أبريل المقبل، يعود ملف حقوق الإنسان الى الواجهة بهدف تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء في القرار المقبل حول النزاع. وتدخل زيارة الوفد البريطاني البرلماني البريطاني الى الصحراء ضمن هذا الهدف، حيث من المنتظر أن تشهد مدن الصحراء توترا على شاكلة ما جرى أمس في مدينة العيون.
وحل الوفد البريطاني بالعيون منذ يومين، حيث أجرى لقاءاتالجمعة والسبت من الأسبوع الجاري مع صحراويين وحدويين وصحراويي تقرير المصير. ورغم هذه اللقاءات، فأجندة الوفد البريطاني واضحة للغاية وتتمثل في تأييد تقرير المصير، إذ أن رئيس الوفد يرأس في الوقت نفسه “لجنة دعم الصحراء الغربية” في البرلماني البريطاني، وهو النائب العمالي الشهير جيريمي كوربين.
وكالعادة، رافق حضور الوفد البرلماني البريطاني اندلاع أعمال احتجاجية تؤيد تقرير المصير ومواجهات مع الشرطة المغربية انتهت بجرحى، حي لم يتم تقديم معطيات كافية، وإن كانت المنابر الرقمية التابعة للبوليساريو قد نشرت لائحة بأسماء من تعتبر أنهم أصيبوا بجروح. لكن أشرطة الفيديو للاحتجاج وتفريق الشرطة للمحتجين لا تبرز مستوى كبير من العنف وتجعل هذا الرقم مبالغا فيه.
ويبقى المثير في هذه الزيارة هو توجيه وزارة الداخلية عبر ولاية العيون اتهاما صريحا الى الوفد البريطاني بنشر الفوضى، وأكدت رصد عضوا من الوفد وهو برلماني يحث الصحراويين على التظاهر وكان رفقة شخص من أنصار البوليساريو.
ويؤكد أنصار تقرير المصير أن الشرطة المغربية أوقفت السيارة وعلى متنها الوفد البريطاني في حي معطى الله في العيون، وهذا أدى الى تجمع الكثير من الصحراويين وبدء الاحتجاجات. ويعلق أحد الموالين للبويلساريو “المخابرات المغربية تصور كل شيء، فلتنشر شريط تحريض النائب البرلماني للناس على التظاهر”.
واعتمادا على تاريخ المنطقة خلال السنوات الأخيرة ومعطيات الواقع الحالي، ستشهد مدن الصحراء مزيدا من التوتر بالموازاة مع حملة دولية من أجل السعي لفرض مراقبة المينورسو لحقوق الإنسان.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تشهد مدن الصحراء بين الحين والآخر تظاهرات صغيرة الحجم للفت الانتباه الى الملف الحقوقي، ويهتم الاعلام بها فقط خلال زيارة وفد أجنبي أو عندما تأخذ المواجهات حجما مقلقا.
وفي الوقت ذاته، رفع البوليساريو بدعم من الجزائر وتيرة تحركاته الدولية من خلال تنظيم تظاهرات ولقاءات في البرلمانات الأوروبية وخاصة في دول شمال أوروبا. ويكثف زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز من رسائله الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون لتكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان.