تضع الصين منطقة أمريكا اللاتينية ضمن أهدافها الرئيسية مستقبلا، وقد أعلن رئيس هذا البلد تشي جينبينغ استثمار 250 مليار دولار خلال العشر سنوات المقبلة ورفع التبادل التجاري الى 500 مليار دولار.
وجاء هذا الإعلان في افتتاح قمة الصين-سيلاك (أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي) يومه الخميس من الأسبوع الجاري وانتهى في اليوم الموالي في العاصمة بكين بتوصيات متعددة تبرز رغبة الطرفين في الرفع من العلاقات السياسية والاقتصادية والتحول الى حلفاء رئيسيين في عالم يبحث عن التعددية القطبية.
وشدد ويزر الخارجية الصيني وانغ آن على نظرة الصين القائمة على تطوير تعاون جنوب-جنوب بامتياز والعمل على تطوير القدرات الذاتية بعيدا عن مفاهيم التعاون السائدة بين الشمال والجنوب.
وتفيد وكالة الأنباء الصينية عزم بكين، وفق تصريحات رئيس البلاد، استثمار 250 مليار دولار، بمعدل 25 مليار دولار سنويا طيلة العشر سنوات المقبلة والمساهمة ب 35 مليار دولار في تطوير بنيات بعض دول أمريكا اللاتينية. وتؤكد وسائل الاعلام الصينية رغبة بكين في إزاحة واشنطن كمستثمر أول في المنطقة.
وتكشف هذ الأرقام الرهان الكبير للصين على منطقة أمريكا اللاتينية، وذلك وعيا منها بأن هذه المنطقة بدأت تحجز لنفسها مكانة بارزة في صنع القرار الدولي اقتصاديا وسياسيا بحكم الوحدة المتنامية بين دولها.
ومن عناوين ارتفاع قوة الحضور جيوسياسي للصين في أمريكا اللاتينية، مضاعفة التجارة بين البلدين حيث وصلت الآن الى 250 مليار دولار في نهاية 2014 بعدما كانت 25 مليار دولار سنة 2004. وارتفاع الاستثمارات التي حققت حتى الآن أكثر من مائة مليار دولار.
ولعل المنعطف هو قرار الصين حفر رفقة نيكاراغوا قناة بحرية في هذا البلد تربط المحيط الأطلسي من جهة الكاريبي بالمحيط الهادي بديلا عن قناة بنما التي تتحكم فيها الولايات المتحدة.
وتلعب الصين والبرازيل دورا كبيرا في هذا التحالف بحكم زعامة البرازيل لأمريكا اللاتينية وعضويتها في مجموعة البريكس الى جانب الصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، وعملا تنخرط دول أمريكا في معظم مبادرات البريكس.
في الوقت ذاته، تراهن بعض دول أمريكا اللاتينية كثيرا على الصين ومنها بوليفيا وفنزويلا والأوروغواي والإكوادور للتقليل من حضور واشنطن في المنطقة، وهي التي كانت تصوف تاريخيا بالحديقة الخلفية للولايات المتحدة.
وتتابع واشنطن تعزيز الصين لنفوذها السياسي والاقتصادي في أمريكا اللاتينية بنوع من القلق الكبير بحكم ما مثلته في الماضي وما تمثله أمريكا اللاتينية من امتداد لنفوذ تاريخي لها، لكنه يتراجع في الوقت الراهن. ولا تواجه الولايات المتحدة النفوذ الصيني في أمريكا اللاتينية بل رهان موسكو على هذه المنطقة خلال السنوات الأخيرة.