تدارست جبهة البوليساريو هذه الأيام في جامعة بومدراس بحضور مشاركين صحراويين وجزائريين ومن الخارج مختلف أوجه نزاع الصحراء المغربية، ومن ضمن ما انتهت إليه الرهان على الصحافة الرقمية لأنها تحولت الى سلاح رئيسي في النزاع.
وتناول المشاركون في هذه الجامعة الصيفية مختلف جوانب النزاع من خلال مقترحات علنية وأخرى غير علنية لتعزيز المواقع ضمن الحرب الدبلوماسية والسياسية المفتوحة بين المغرب وجبهة البوليساريو بدعم من الجزائر.
وجرى التركيز على حقوق الإنسان علاوة على ملف الثورات الذي بدأ يأخذ حيزا هاما في النزاع وفي خطاب البوليساريو ثم توظيف بعض الظواهر مثل المخدرات في اتهام الرباط بزعزعة استقرار المغرب العربي.
ويبقى موضوع الصحافة الرقمية من المواضيع التي حظيت باهتمام حقيقي في جامعة بومدراس بحكم مدى التأثير والتخاطب مع الآخر. وعمليا، راهنت جبهة البوليساريو على جرائد رقمية وبلغات مختلفة استهدفت مخاطبة صحراويي الصحراء وكذلك الرأي العام الدولي.
وتتوفر البوليساريو على منابر متعددة وبلغات متعددة كذلك وبخطابات متعددة موجهة الى شرائح وثقافات شعوب مختلفة. وإن كانت قاصرة في بعض الأحيان ولا ترقى الى مستوى الاحترافية إلا أنها حققت اختراقا إعلاميا لا يمكن الاستهانة به. إضافة الى عوامل متعددة، فجزء من التواجد الدولي يعود الى هذه المنابر باللغات المختلفة.
وبينما تراهن فيه البوليساريو على الصحافة الرقمية، يفتقر المغرب لمنابر تستهدف الرأي العام الدولي، وهناك منبر أو اثنين تتميز بخطابات إدارية تفتقد للذكاء.
ومن المفارقات المثيرة في الصراع الإعلامي أن منابر البوليساريو تحولت الى مصدر لبعض الصحف المغربية بشأن أنشطة الأمم المتحدة في الصحراء، ويحدث هذا بسبب الصمت التي اعتادت عليه الدبلوماسية المغربية بشأن الكشف عن هذه الزيارات حتى يتفاجأ بها الرأي العام المغربي وأساسا الصحافة.
ومن ضمن الأمثلة الصارخة على هذه المفارقة المثيرة: ولم يسبق للدولة المغربية عبر دبلوماسيتها أن أعلنت في بيان رسمي زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس.