تدهور صورة المغرب أوروبيا بسبب تصرفات سلبية لمهاجرين مغاربة في اليونان والمانيا والسويد

قاصرين مغاربة في محطة القطار في استوكهولم

انضافت مشاكل الهجرة المغربية في أوروبا الى مجموعة العوامل التي بدأت تؤثر سلبا على العلاقات المغربية-الأوروبية، وبلغت أوجهها خلال الأسابيع الأخيرة مع احتجاج دول مثل اليونان والسويد والمانيا، هذه الأخيرة التي اضطرت رئيسة حكومتها أنجيلا ميركل الاتصال بالملك محمد السادس شخصيا لتطالبه بحل لملف مواطنيه السريين. وضمن ردود فعل الرأي العام المغربي أن صورة المغرب خارجيا هي نتاج سياسته الداخلية.

وفي الماضي، كان ملف الهجرة المغربية يطرح مشاكل فقط بين المغرب وجارته الشمالية اسبانيا بسبب القوارب التي كانت تنطلق من سواحل شمال المغرب نحو جنوب الأندلس أو من السواحل الجنوبية نحو جزر الكناري في المحيط الأطلسي قبالة سواحل الصحراء.

وبعدما تراجعت ظاهرة قوارب الهجرة بين البلدين وتخلصا من مشاكل هذه الظاهرة التي عرضت علاقاتهما الى التوتر وأزمات دبلوماسية عديدة لاسيما عندما كانت مدريد تنقل الملف الى المفوضية الأوروبية، تحضر مشاكل الهجرة المغربية في دول أخرى وبعضها لا يعتبر وجهة كلاسيكية للمهاجرين المغاربة بقدر ما يعتبر فقط جسرا وممرا نحو دول مثل إيطاليا وفرنسا وهولندا.

وعلاقة بهذه الحالة، تحتفظ اليونان بمئات المغاربة معتقلين في ظروف مأساوية في هذا البلد الأوروبي، وذلك بعدما قدم المهاجرون المغاربة من تركيا نحو اليونان على أمل الوصول الى النمسا أو المانيا تحت ذريعة لاجئين.

وتطالب الحكومة اليونانية المغرب إيجاد حل لمهاجرين المعتقلين في مراكز إيواء خاصة بالمهاجرين السريين. ونشر مغاربة خلال الأسابيع الأخيرة أرشطة فيديو في يوتوب يستغيثون بوطنهم من أجل تخليصهم مما يعتبرونه مراكز اعتقال أشبه بجهنم”، حسب شريط اطلعت عليه القدس العربي.

وتضغط حكومة السويد منذ شهور على المغرب لتحمل مسؤولية مهاجرين القاصرين الذين تتهم بخلق مشاكل اجتماعية في مدن مثل العاصمة استوكهولم. وأعلنت السويد نيتها طرد عشرات الآلاف من المهاجرين الذين قدموا تحت يافطة اللاجئين، ومنهم آلاف المغاربة.

لكن الملف الذي انفجر بقوة خلال الأسبوعين الأخيرين هو ملف المهاجرين السريين المغاربة في المانيا بعدما تبين تورط البعض منهم في التحرشات الجنسية التي وقعت في مدن مثل كولون وعمليات سرقة خلال أعياد الميلاد. وتنقل جريدة كود الرقمية في المغرب يوم الخميس من الأسبوع الجاري في تقرير لها كيف كانت الجالية المغربية محترمة في المانيا، وهي جالية صغيرة العدد ونخبوية مقارنة مع فرنسا واسبانيا وهولندا، وكيف تحول اسم المغربي الى مرادف لكل الأعمال السلبية في المانيا.

ولتفادي الضغط الممارس عليها، اضطرت المستشارة الألمانية أنجليكا ميركل الى الاتصال بالملك محمد السادس يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي ليجد حلا للآلاف المهاجرين المغاربة في المانيا الذين قدموا مؤخرا تحت ذريعة اللجوء السياسي. وتعهد الملك بمساعدة المانيا.

وعلى شاكلة المانيا والسويد واليونان، بدأت النمسا هذا الأسبوع بدورها تتحدث عن من تعتبره باللاجئين المزيفين القادمين من المغرب العربي وتركز كثيرا على المغاربة والجزائريين.

وهكذا، فقد تحولت الهجرة المغربية التي تعتبر أكبر الجاليات في أوروبا الى مصدر قلق حقيقي، حيث جرى التركيز كثيرا على المغاربة في الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها فرنسا. والآن يجري التركيز على المغاربة في اعتداءات كولون في المانيا ومشاكل اجتماعية في السويد واليونان.

ورغم توفر الدولة المغربية على هيئات متعددة تهتم بالهجرة، إلا أنها، ووفق الكثير من نشطاء الجالية المغربية في أوروبا، تبقى دون التحرك المطلوب وفي الوقت المناسب. ويقول الخبير المغربي-الإيطالي زهير الواسيني في حوار مع جريدة هسبريس الرقمية حول صورة المغاربة والإرهاب وقضايا سلبية أخرى ” المغاربة المقيمون في الخارج هم أول من يدفع ثمن الصورة الرديئة للإسلام والمسلمين، ولحد الآن كل المجهودات المنصبة في اتجاه تحسين صورة المغرب عالميا لم تتعدى عمليات “ماركتينغ” موسمية”.

ويعيش المغرب نقاشا قويا حول صورة المغربي في الخارج. ويذهب فريق الى انتقاد المهاجرين السريين ويحملهم المسؤولية، بينما يذهب فريق آخر الى اعتبار ما يجري ما هو إلا نتيجة من نتائج السياسية “الكارثية” للدولة المغربية داخليا.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password