بوتفليقة يأمر قائد الجيش بالاستنفار على خلفية توقع الاستخبارات الجزائرية لتدخل عسكري غربي ضد متطرفين بمناطق متاخمة للجزائر

الرئيس بوتفليقة في لقاء مع رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني، الفريق ڤايد صالح،

تنظر الجزائر إلى الجماعات المتطرفة والجهادية، ليس باعتبارها فقط مصدرا للتهديد الأمني والاستقرار بالبلاد بل باعتبارها أيضا مصدرا محتملا لجلب تدخل عسكري غربي وتداعياته على المنطقة، كما حدث في مالي وفي مناطق اخرى. ويتعاظم هذا القلق من هذه الظاهرة بالنسبة إلى سلطات الجزائر حينما يصبح الامرين معا على مشارف حدودها، وبتجاور  مع بلدان مثل تونس وليبيا والنيجر. وتطرق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي مازال عاجزا عن ممارسة مهامه الرئاسية بشكل عادي بسب ظروفه الصحية، في اجتماع مؤخرا مع قائد اركان الجيش الجزائري للتعامل بشكل سريع وحازم مع أي تهديد بالحدود ليس بغرض منع تشكل جماعات جهادية بهذه المنطقة فحسب بل واساسا تفادي أي تدخل عسكري اجنبي قريب من حدودها  من قبل قوى غربية تراقب المنطقة ،وتجنب تداعياته أيضا.

وذكرت صحيفة الخبر الجزائرية نقلا عن مصدر رفيع أن اجتماعا جرى مؤخرا بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، وجرى خلاله التطرق للتهديدات الامنية المتفاقمة في الحدود الجزائرية ببلدان الجزائر خاصة تونس وليبيا والنيجر، مع تشكل  جماعات متطرفة  لها صلة بالقاعدة وجماعات اخرى مقربة منها بهذه المنطقة بتزامن مع اشتداد مراقبة دول غربية لهذه المنطقة بسبب التهديد ذاته.

وقالت الخبر نقلا عن ذات المصدر:” إن قائد أركان الجيش، نقل للرئيس تقارير أجهزة الأمن والمخابرات وصورا جوية حول تدهور الأوضاع بالقرب من الحدود الجزائرية الشرقية، وارتباط جماعات وفصائل سلفية متشددة في جنوب غرب ليبيا بمسلحي القاعدة في شمال النيجر ومجموعات إرهابية في داخل تونس”

ومضت الصحيفة الجزائرية تبرز من ناحية اخرى تداول”معلومات متاحة  من تقارير أمن جزائرية  تحذر من احتمال تدخل عسكري جوي لدول غربية ضد المجموعات المسلحة التي تتحرك في جنوب غرب ليبيا في ظل غياب الدولة الليبية، وأيضا من احتمال تدخل عسكري غربي في بعض المناطق في تونس لمساعدة الجيش التونسي في مكافحة الإرهاب وعمليات تهريب السلاح عبر حدوده مع ليبيا”.

ولعل ما يقلق الجزائر  هو مضمون المعلومات التي تحصلت لدى اجهزة استخبارتها العسكرية والذي يشير إلى احتمال  تدخل عسكري جوي غربي من قبل دول تراقب المنطقة لمنع تشكل الجماعات في هذه المنطقة المتاخمة لحدود بلدان هي ليبيا ولتونس والجزائر والنيجر، ولحماية حقول النفط والغاز الموجودة بها.

وبناء على ذلك يقول مصدر الخبر الجزائرية ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في اجتماع  مصغر جمعه بقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، قد منح الضوء الاخضر للمسؤول العسكري للتعامل بحزم  وفعالية مع ” الأوضاع في المناطق الجزائرية الحدودية وفقا للمستجدات الأمنية، والرد على أي تهديد أمني قرب الحدود فورا”، وكذلك “اتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة ضد الجماعات الإرهابية”، بما فيها نشر المزيد من القوات الجزائرية البرية والجوية  على الحدود.

ولا تنظر الجزائر إلى التدخلات العسكرية الغربية في مناطق النزاع لبلدان ثالثة بارتياح ضمن مبادئها الأساسية، ناهيك عن التداعيات التي تنجم عنها.وعاشت الجزائر مؤخرا استهدافا إرهابيا على خلفية التدخل الفرنسي في مالي ضد جماعات متطرفة وبعد سماحها للطائرات العسكرية الفرنسية بالمرور باجوائها ، فتم مهاجمة مصنع عين امناس للغاز بجنوب الجزائر  من قبل عناصر تابعة للقاعدة وتم احتجاز رهائن غربية به،وتدخلت قوات الجزائر وقضت على كل المسلحين وعددا من الرهائن وجلب لها ذلك  انتقادا من دول غربية مثل كندا واليابان وبلدان اخرى  قضى مواطنون لهم بمصنع الغاز في عملية الاقتحام الامنية الجزائرية التي تمت من دون تفاوض.

 

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password