بعد دفن عبد الله بها، تستمر التساؤلات والمحققون يركزون على 3 فرضيات ورواية زيارة القنطرة صادرة عن العدالة والتنمية فقط

الراحل عبد الله بها

بعد عملية دفن وزير الدولة في الحكومة عبد الله  بها يومه الثلاثاء 9 ديسمبر والذي يشغل منصب نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وتجاوز مرحلة الصدمة الأولى، تشتد التساؤلات حول هذه الوفاة، وإن كانت لا تخرج عن إطار القضاء والقدر، فهناك مسببات لها بسبب طابعها الغريب الذي لم يستوعبه جزء كبير من الرأي العام المغربي حتى الآن. ويركز المحققون على ثلاث فرضيات، رواية زيارة القنطرة، رواية الانتحار، وعدم استبعاد عملية القتل، وإن كانت الأخيرة مستبعدة نسبيا بحكم تصريحات سائق القطار وانتفاء الأسباب.

وتوفي محمد بها في حادث مأساوي وغريب ليلة الأحد في منطقة واد الشراط بالقرب من بوزنيقة في المكان نفسه الذي غرق فيه أحمد الزايدي، أحد زعماء الاتحاد الاشتراكي، والمكان نفسه الذي حاولت فيه الدولة اغتيال المهدي بن بركة سنة 1962 قبل أن تنجح في ذلك في باريس سنة 1965.

وحتى الآن، لا توجد رواية رسمية لملابسات هذا الحادث الذي يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات. والتوضيحات التي قدمتها النيابة العامة لمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء لا تعدو كونها توضيحات أولية وليس رواية الأحداث. وجاء في البيان الصادر ليلة الاثنين أن عبد الله بها توفي بعدما صدمه القطار بالقرب من مكان وفاة أحمد الزايدي منذ شهر. ولا يعترف حتى الآن برواية زيارة عبد الله بها للقنطرة.

ووفق ما جاء في الصحافة، الرواية الأولى حول زيارته لقنطرة وادي الشراط، للإطلاع على مكان وفاة الزايدي صدرت من حزب العدالة والتنمية وبالضبط من وزير الاتصال مصطفى الخلفي. وجاءت تصريحات الخلفي ومسؤولين آخرين من الحزب قبل صدور بيان النيابة العامة وقبل صدور الرواية الرسمية التي يفترض أنها مبنية على تحقيقات علمية. في الوقت ذاته، تنشر بعض المنابر مقالات تحت الحقائق الكاملة للوفاة، وذها يتعارض مع الصحافة التي تحبذ مصطلح وقائع خاصة في بلد مثل المغرب تبقى صحافة البحث والتقصي دون المستوى.

وغرابة وفاة عبد الله بها وما يلتزم به من حكمة وتبصر وفق مرافقيه هي التي تجعل الرأي العام، في غياب الرواية الرسمية القائمة على التحقيقات العلمية، صعبة التصديق ولكنها ليست مستحيلة التصديق.

وتساؤلات الرأي العام ليست مرتبطة بالمفهوم المجاني والشعبوي لنظرية المؤامرة التي تهدف الى إيجاد تخطيط مؤامراتي لكل ما يحدث، بل هي مرتبطة بالطابع الغرائبي للوفاة. وهذا الطابع الغرائبي يتجلى في وجود الرجل الثاني في الحكومة وأحد العشرة المسؤولين في سلم المسؤولية في البلاد وحيدا وفي ظلام ومكان موحش للاطلاع على مكان وفاة الزايدي.

وتنشر أغلبية وسائل الاعلام المغربية التساؤلات الدائرة وسط الرأي العام بل وكذلك تحاليل صادرة عن جرائد مثل جريدة العلم التي تطالب بالتحقيق وتطرح مجموعة من الفرضيات. وتمتد التساؤلات الى هسبريس الى أخبار اليوم والبديل وأخبركم ضمن منابر أخرى.

وهذه التساؤلات تتجلى في: احتمال صحة رواية العدالة والتنمية، فرضية الانتحار وفرضية القتل المتعمد والمخطط له. وهذه هي الفرضيات التي يعمل عليها المحققون المغاربة من شرطة ودرك ومخابرات، وتبقى فرضيات كلاسيكية لا يمكن نهائيا استبعادها في أي حادث وفاة بطريقة غريبة مثل حالة عبد الله بها.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password