ستوقع فرنسا الاثنين المقبل صفقة مع مصر لبيعها 24 طائرة رافال المتطورة، وهي أول صفقة لهذه الطائرات بعدما عجزت باريس عن بيعها خلال 15 سنة الأخيرة وخاصة لدول حليفة وصديقة مثل المغرب والبرازيل والإمارات العربية.
وسيطر قلق كبير على صناعة السلاح في فرنسا جراء الفشل في بيع مقاتلات رافال طيلة سنين تجاوز العقد والنصف. وكانت فرنسا تراهن على رافال لتعزيز موقعها في سوق المقاتلات الى جانب الولايات المتحدة وروسيا.
ورغم قدراتها القتالية العالية خاصة بعد المشاركة في حرب أفغانستان ومالي والعراق وليبيا، إلا أن فرنسا عجزت عن بيع ما تعتبر أكبر الأسلحة التي صنعتها حتى الآن. وراهنت على بيع الطائرات الى المغرب، وقدمت له إغراءات سنة 2007. وتكتب جريدة لوموند في عدد 14 فبراير الجاري أن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي نزل بكل ثقله للضغط على المغرب، لكن الأخير راهن في آخر المطاف على اقتناء ف 16 الأمريكية، فرغم أنها لم تكن جديدة إلا أن الطائرات المقتناة تتمتع بالكثير من الخاصيات التي يستعملها سلاح الجو الأمريكي.
وفشلت فرنسا في بيع رافال الى البرازيل، هذه الأخيرة التي اقتنت المقاتلات السويدية غريبين التي تصنعها الساب ، وهي المقاتلات نفسها التي اقتنتها جنوب إفريقيا وأندونيسيا وهنغاريا وسويسرا.
وبينما كانت فرنسا تتفاوض مع قطر لبيعها قرابة 36 طائرة وتنتظر التوقيع على صفقة ضخمة مع الهند تشمل 126 طائرة رافال قد تكون الأضخم من نوعها، نجحت في وقت وجيز في التوصل الى اتفاق مع مصر التي ستوقع الاثنين على صفقة شراء 24 طائرة رافال. وتكتب جريدة لوموند أن “النحس الذي رافق رافال قد انتهى مع هذه الصفقة”. وعمليا، لم يسبق لي طائرة مقاتلة متطورة مثل رافال انتظرت كل هذه المدة لكي توقع أول صفقة.
وتبلغ قيمة الصفقة 5،5 ملايير يورو، وتشمل 24 طائرة رافال وكذلك فرقاطة من نوع فريم، كتلك التي اقتناها المغرب من فرنسا.
وبهذه الصفقة، تكون مصر قد أدارت ظهرها للولايات المتحدة بعدما كانت تقتني منها طائرات مقاتلة خلال العقدين الأخيرين. وفي الوقت ذاته، تسمح هذه الصفقة لفرنسا بتعزيز وجودها السياسي في الشرق الأوسط، ذلك أن الصفقات العسكرية يليها تعزيز للعلاقات السياسية استراتيجيا.
