كشف فيتالي نأمكين مدير معهد ‘الاستشراق’ التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو عن رغبة روسيا لعب دور في نزاع الصحراء المغربية، واستبعد إلغاء الملك محمد السادس زيارته الى الكرملين باستقبال موسكو لوفد من جبهة البوليساريو خلال فبراير الماضي.
وفي مقال تحليلي، يبرز هذا الباحث ميزة دبلوماسية روسيا باتخاذ خطوات في قضايا دولية دون الأخذ بمشاعر حلفاءها، وكان بهذا يشير الى انفتاح روسي على موقف المغرب في نزاع الصحراء خلال أبريل 2013 عندنا عارض تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان. وكانت الولايات المتحدة، الشريك التقليدي والتاريخي للمغرب هي التي تقدمت بالمقترح.
وكان قرار روسيا وقتها قد أثار غضب الجزائر وهي التي تعتبر موسكو حليفة بها في القضايا الدولية.
ويتساءل فيتالي نأمكين هل سيصبح نزاع الصحراء ملف تنسيق بين الغرب وروسيا على شاكلة الملفات الأخرى الساخنة في الشرق الأوسط، ولكنه يعترف بأن ملف الصحراء لا يحظى باهتمام قوي من طرف المنتظم الدولي.
ولا يستبعد غضب المغرب من استقبال موسكو لوفد من جبهة البوليساريو برئاسة محمد خداد خلال فبراير الماضي، حيث اجتمع بنائب وزير الخارجية بوكدانوف، وأصدرت دبلوماسية موسكو بيانا حول اللقاء تؤكد فيه على قرارات الأمم المتحدة.
ويستبعد هذا الباحث الاستراتيجي أن يكون تجميد الملك محمد السادس لزيارته الى موسكو مرتبطا باستقبال روسيا لوفد البوليساريو. ويؤكد أن الاستقبال يدخل في إطار رغبة موسكو معرفة تطورات الملف وآراء الأطراف المعنية قبل بدء مجلس الأمن الدولي معالجة النزاع خلال أبريل الجاري.
وكان يرتقب قيام الملك بزيارة الى موسكو خلال الصيف الماضي ثم جرى الحديث عن أكتوبر الماضي وفق تصريحات ويزر الخارجية صلاح الدين مزوار، لكن الزيارة لم تتم. وبعيدا عن ملف الصحراء، قد يكون سبب إلغاء الزيارة هو التوتر القائم بين روسيا والغرب خلال السنة الأخيرة وكذلك التوتر غير المعلن بين دول الخليج العربي وروسيا على خلفية الملف النووي الروسي.
مقالات سابقة:
