يعتبر الصحفي حميد المهداوي أول من جرى اعتقاله في التاريخ بسبب التستر على تهريب دبابات، وهو أمر جديد في تاريخ تهريب الأسلحة لم يأتي ذكره في أي تقرير لأي دولة أو أجهزة استخبارات عالمية.
وتجري محاكمة الصحفي المهداوي بتهمة التستر على مكالمات من شخص من هولندا قيل في البدء أنه يسمى “إبراهيم البوعزاتي” كشف له في مكالمة غير مشفرة بنيته إدخال دبابات الى المغرب لإشراكها في الحراك الشعبي في الريف.
وبينما تتشبث النيابة العامة بهذه الاتهامات التي كلفت المهداوي ثلاث سنوات سجنا، فقد عجزت عن تقديم الهوية الحقيقية للمتصل، ولماذا اتصل عبر الهاتف المفتوح وليس ببرامج سرية، علاوة على عدم مطالبتها مساعدة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الهولندية لتبيان مدى صحة أو عدم صحة الاتهام. وعادة ما توفد الدول الغربية الكبرى خبراء لمختلف الدول ومنها المغرب عندما يتم اعتقال أشخاص بمتفجرات ومسدسات لمعرفة الشبكات الدولية، ويبقى التساؤل، لماذا لم ترسل الدول الغربية ومنها هولندا المعنية الأولى لمعرفة شبكة تهريب الدبابات؟
وطالما أن القضاء قبل بهذه التهمة وتجري محاكمة المهداوي بها، يتطلب الأمر استكمال التحقيق حفاظا على الأمن القومي للوطن والإجابة على: من هي الجهة التي كانت ستبيع الدبابات للمسمى إبراهيم البوعزاتي (هذا الأخير ينفي ويندد بهذه الاتهامات) هل هي دولة أم حركة؟ ما هي الطريق البري أو البحري الذي كانت سيسلكه تهريب الدبابات، والشركة البحرية التي كانت ستنقل الدبابات؟ وأخيرا، في أي ميناء مغربي كانت ستصل الدبابات؟
نعم، يعيش العالم حركة تهريب أسلحة منذ مدة طويلة لأسباب متعددة منها قضايا عادلة مثل القضايا التحررية ومنها الإرهاب وكذلك الإجرام المنظم. وبينما تجري الدول صفقات ومنها سرية لكن تنفضح لاحقا بسبب المراقبة الدولية الشديدة، يقتصر تهريب الأسلحة بالنسبة للجماعات على الأسلحة الخفيفة التي يمكن إخفاءها وهي المسدسات والرشاشات والقنابل وبعض القاذفات. ويعود هذا الى ضرورة سهولة إخفاء هذه الأسلحة بحكم العمل السري لهذه الجماعات.
ولا يوجد تقرير أمني واستخباراتي في التاريخ العسكري وتاريخ مراقبة تهريب الأسلحة يتحدث عن تهريب دبابات خاصة للحركات السياسية والمسلحة. مثلا، حزب الله لا يمتلك دبابات، والمقاومة الفلسطينية لا تمتلك دبابات وحركة الفارك الكولومبية لا تمتلك دبابات رغم سيطرتها على أراض شاسعة في الماضي. بينما الاستثناء الوحيد في التاريخ هو ما في محضر قضاء الدولة المغربية باتهام المهداوي بالتستر على عدم التبليغ على تهريب دبابات من شأنها المس بالأمن القومي للبلاد. ومسرح تهريب الدبابات من روسيا عبر أوروبا، أي المنطقة الأكثر حراسة في العالم.
وبهذا يكون الاتهام سابقة في التاريخ العسكري وتاريخ تهريب الأسلحة يتطلب، نعم يتطلب، انكباب الخبراء على دراسة هذا الموضوع في الأكاديميات الحربية والاستخباراتية ومعاهد التفكير الاستراتيجي.