تطورات الملف السوري: سلاح الجو الروسي تحرش بالطائرات التركية ومستعد للمواجهة العسكرية

طائرات مقاتلة روسية

تؤكد الأحداث التي وقعت بين طائرة مقاتلة روسية وطائرتي ف 16 التركية يوم الأحد وخرق الأجواء التركية عدم استبعاد روسيا قصف سلاح الجو التركي بسبب سوريا إذا اقتضى الأمر، وهو ما يفسر النبرة الحادة للحلف الأطلسي بالتنديد والتنبيه من خطورة ما جرى.

واعترف الجيش التركي في بيان له يوم الثلاثاء بتعرض طائرتين من نوع ف 16 للمضايقة من طرف ميغ 29 دون تحديد هويتها ، والحديث عن طائرة مجهولة الهوية هو تصرف مثير، لا يمكن أن تكون سورية بل روسية وفق كل المعطيات.  في الوقت ذاته، لا يتعلق الأمر بميغ 29 بل بطائرة قد تكون من نوع سوخوي 34 لأن روسيا لا تتوفر على ميغ 29 في أسطولها الحربي في سوريا الآن.

والبيان العسكري يؤكد تعرض الطائرتين التركية لعملية الرصد بالرادار الخاص بالتصويب لضرب الهدف من طرف المقاتلة الروسية ، وليس فقط الرصد من طرف رادار الإنذار المبكر Airborne early warning and control. وهذا يعني في القاموس العسكري أن المقاتلة الروسية قد شغلت صواريخها لضرب الطائرتين التركيتين ومنحهما مهلة زمنية لتغيير مسارهما والانخفاض بآلاف الأقدام لتفادي ضربة عسكرية. بينما لم تشغل الطائرتان التركيتان ردارات ضرب الأهداف للرد والتخويف والاستعداد للمواجهة بل انسحبتا.

وهذا التصرف في القاموس العسكري يكشف توفر الربابنةالروس على أوامر واضحة بالضرب في حالة عدم استجابة الطرف الآخر والقيام بالانسحاب، بينما لا يتوفر الربابنة الأتراك على أوامر مماثلة بالضرب.

وتكررت عملية المضايقة والتحرش أمس الثلاثاء من خلال قيام أنظمة مضادة للطيران، صواريخ، بتعمد  رصد الطائرات التركية من نوع ف 16 وجعلها في مربع التصويب والضرب.

ويعتبر إصدار الجيش التركي بيان الاعتراف بما جرى، وهو سابقة من نوعها،  هو تنازل من طرف جيش يعتبر قويا، ولكن الأصح قد يكون قيام الجيش التركي بوضع الحلف الأطلسي أمام واقع خطورة الأمر وما يعتبره “عدوانية روسيا” وضرورة التحرك الجماعي للحلف في ظل مستجد تدخل روسيا.

ويتزامن هذا مع خرق المقاتلات الروسية مرتين الأجواء التركية، الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري. وعملية خرق الأجواء هي متعمدة كما ذهب الى ذلك الأمين العام للحلف الأطالسي، جينس ستولنبيرغ.

وعمليا، لا تقع عمليات خرق الأجواء إبان أجواء التوتر لتفادي الاصطدام، خاصة إذا تعلق الأمر بمقاتلات دولة كبرى مثل روسيا تتوفر على أقمار اصطناعية دقيقدة وأنظمة رادار للمسح الجغرافي المكاني لا ترتكب أخطاء حتى في مسافة سنتيمتر، فكيف في خرق الأجواء التركية مرتين.

ورغم التبريرات الدبلوماسية الصادرة عن مسؤولين في موسكو، كل هذه التطورات العسكرية توحي باستعداد الكرملين الدخول في مواجهة مسلحة جوية مع سلاح الجو التركي إذا لم يحافظ على مسافة معينة من حدود سوريا واستمر في معاكسة المقاتلات الروسية في مهامها في الأراضي السورية.

وتدرك روسيا أن الحلف الأطلسي لن يدخل في حرب معها بل سيطلب من تركيا ضبط النفس وعدم استفزاز المقاتلات الروسية.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password