يكثف المغرب نشاطه على هامش مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا بإثيوببا من خلال الوزيرة المنتدبة في الخارجية مباركة بوعيدة، وذلك للتقليل من تحركات جبهة البوليساريو العضو في هذه المنظمة القارية. وتشير كل المعطيات الى أن الاتحاد الإفريقي لن يجمد عضوية البوليساريو بسبب اللوبي الإفريقي الأنجلوسكسوني المهيمن بتنسيق مع الجزائر.
وكشفت وزارة الخارجية المغربية في موقعها تواجد امباركة بوعيدة في أديس أبابا لإجراء عدد من الاتصالات مع وزراء خارجية دول أفارقة خلال اجتماع المجلس التنفيدي للاتحاد الإفريقي. واجتمعت مع وزراء خارجية بنين والطوغو وتنزانيا.
وقد بدأت اليوم الخميس أشغال القمة 22 للاتحاد الإفريقي ويحضره زعيم البوليساريو بصفته رئيس دولة. وستركز القمة على الزراعة والأمن الغذائى لإحياء الذكرى السنوية العاشرة لتبنى البرنامج الأفريقى الشامل للتنمية الزراعية” حيث سيتم خلال القمة بحث سبل تحويل مسار الزراعة فى القارة الأفريقية وتسخير الفرص من أجل تحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة فى القارة.
ويؤكد الموقع الرقمي للوزارة تركيز بوعيدة على ملف الصحراء في المباحثات مع المسؤولين الأفارقة. ويدخل هذا التحرك الدبلوماسي المغربي في التعريف بموقفه لدى المنظمة القارية التي غادرها سنة 1981 بسبب قبول الاتحاد للبوليساريو دولة بعد إعلان ما يسمى “الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية”.
وترغب عدد من الدول في عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي وطرحت السينغال الموضوع وسط العائلة الافريقية لكن المغرب يشترط تجميد عضوية البوليساريو. ومن خلال معطيات الواقع وسط الاتحاد الإفريقي، لا يمكن لهذا الشرط أن يجد قبولا لسببين:
في المقام الأول، أن أعلى نسبة من الدول التي تعترف بالبوليساريو دولة هي الدول الإفريقية، وسيكون من الصعب عليها تجميد عضوية هذا البلد.
في المقام الثاني، الاتحاد الإفريقي يوجد في الوقت الراهن تحت سيطرة التيار الإفريقي الأنجلوسكسوني الذي يؤيد البوليساريو وينتقد المغرب انتقادا قويا. وكان رؤساء دول إفريقيا الناطقة بالإنجليزية قد شنوا حملة قوية ضد المغرب في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال سبتمبر وأكتوبر الماضيين.
ونظرا لانسحابه من الاتحاد الإفريقي الذي كان يسمى في الماضي منظمة الوحدة الإفريقية، يراهن المغرب على تعزيز العلاقات في التجمعات الاقليمية الإفريقية وعلى تطويرها مع الدول التي تتفهم موقف المغرب في نزاع الصحراء. وكان الملك محمد السادس قد ركز سنة 2013 على القارة الإفريقية خلال زياراته لدل مثل السنغال والغابون ومالي.