الصحراء في أشغال الأمم المتحدة: جنوب إفريقيا تتزعم دول محيطها الإقليمي لصالح تقرير المصير وضد مصالح المغرب

رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما

حضر نزاع الصحراء المغربية في خطابات مسؤولي عدد من الدول ، حيث ظهرت قوة جنوب إفريقيا في قيادة عدد من الدول الإفريقية وخاصة محيطها الاقليمي في تبني موقف ينص على تقرير المصير وضد مصالح المغرب.

وتشهد الأمم المتحدة ومنذ الأسبوع الماضي أشغال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعالج مختلف القضايا الدولية وذات الاهتمام الاقليمي الوطني. ويحضر ملف الصحراء منذ عقود في أشغال القمة.

وتميزت أشغال الجمعية العامة هذه السنة بقيادة دولة جنوب إفريقيا لجبهة عريضة من الدول الإفريقية ضد المغرب وخاصة الدول الواقعة في محيطها الأقليمي أي الدول ما تحت خط الإستواء أساسا.

في هذا الصدد، كان موقف رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما قويا ضد المغرب بتصريحه أمام مندوبي العالم “حريتنا لن تكتمل طالما لم يتمتع الشعب الصحراوي بتقرير مصيره”. وتضامن رئيس حكومة مملكة لوسوتو موتسوهي توماس مع جبهة البوليساريو مشددا على استفتاء تقرير المصير.

وبدورها تبنت دولة الموزمبيق المجاورة لجنوب إفريقيا موقفا في الاتجاه نفسه، حيث أكد رئيسها أرماندو إميليو غييوزا استمرار بلده في تأييد تقرير المصير. وذهب في الاتجاه نفسه الرئيس التانزاني جاكيا كيكويتي بتشديده على تقرير المصير كحل وحيد لنزاع الصحراء.

وجرت هذه المداخلات يوم 29 سبتمبر، وفي اليوم الموالي تقدمت دول أخرى تدور في فلك جنوب إفريقيا بمداخلات تعرب عن الموقف نفسه، وهي ناميبيا، حيث أكد رئيس هذا البلد الحديث بالاستقلال هيكيبوني بوهامبا ما يلي: “لعل بلوغ هدف تقرير المصير بالنسبة للشعوب الراسخة تحت الاحتلال الأجنبي من المبادئ الت قامت عليها المنظمة وفي هذا الصدد نعيد التأكيد على تضامننا مع شعب الصحراء الغربية وندعو الى التنفيذ خطة التسوية الأممية من اجل تقرير مصيره”. في اليوم نفسه، دافعت دولة أنغولا عن الأطروحة نفسها.

وتتبنى عدد من الدول الإفريقية الموقف نفسه تماشيا مع قرارات الاتحاد الإفريقي الذي يؤيد تقرير المصير، لكن هذه أول مرة يخصص رؤساء دول إفريقيا ما تحت خط الأستواء حيزا بارزا لنزاع الصحراء وتبني موقف البوليساريو. وهذا يبرز التأثير السياسي في الملفات الدبلوماسية التي تمارسها جنوب إفريقيا على محيطها الإقليمي.

وتعترف جنوب إفريقيا بالبوليساريو كجمهورية منذ سنوات بل وتحولت الى أكبر مدافع عن تقرير المصير في المنتديات الدولية كما فعلت هذه الأيام في الأمم المتحدة.

ويبرز هذا التطور الجديد ضعف التواصل الدبلوماسي المغربي مع دول هذه المنطقة الإفريقية.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password