في ظل التطورات المتسارعة التي يعيشها العالم العربي، يتفاجئ الرأي العام بسقوط صنعاء العاصمة اليمينة اليوم الاثنين في يد حركة الحوثيين المقربة من إيران. وهذا السقوط يعتبر أكبر ضربة للسياسة السعودية التي شاركت بشكل مكثف في محاصرة والتضييق على الحوثيين طوال سنوات طويلة.
وفي الوقت الذي كان المهتمون يتابعون اتفاق الهدنة السياسية بين جميع الأطراف السياسية بقيادة المبعوث الأممي المغربي جمال بنعمر أمس الأحد، تفيد الأخبار بسيطرة متسارعة للحوثيين على ضواحي العاصمة أمس الأحد، وتكتب الجريدة الرقمية “اليمن الآن” أن سكان صنعاء يستيقظون اليوم على سيطرة شبه كاملة للحوثيين على مرافق الدولة في العاصمة.
وعمليا، سيطر الحوثيون على مختلف القطاعات الحساسة للدولة باستثناء الرئاسة. ونجحوا في السيطرة على مقر الفرقة الأولى التي يتزعمها اللواء علي محسن الأحمر الذي فر الى الخارج، ويعتقد أنه حل بالعربية السعودية.
ومن شأن التقدم الحوثي أن يسبب في مواجهات خطيرة في اليمن قد تنتقل به الى ما يجري في ليبيا على الأقل بحكم أن الحركات السنية لن تقبل نهائيا السيطرة الحوثية.
وظهرت الحركة الحوثية في صعدة سنة 1992 وكان اسمها مختلفا ولكنها اتخذت من اسم مؤسسها عبد المالك الحوثي الذي توفي في مواجهات مع الدولة اليمنية سنة 2004. وجاء تأسيس الحركة الحوثية للرد على التهميش الذي تعاني منه والذي قد يكون أسبابه طائفية بحكم انتماء الحوثيين الى الزيدية.
وطيلة السنوات العشر التي دارت فيها مواجهات حربية بين الحوثيين والحكومة المركزية، وقفت العربية السعودية الى جانب الرئيس السابق علي عبد الله صالح بل ودخلت في مواجهات مع الحوثيين. وأخذ الصراع بعدا أكبر بعد تدخل إيران بشكل أو آخر الى جانب الحوثيين الذين يعتنقون اليزيدية الأكثر تفهما للشيعة.
وتعتبر العربية السعودية أكبر الخاسرين في سيطرة الحوثيين على صنعاء لأن هذا الانتصار يشكل هزيمة للنفوذ السعودي وانتصارا للنفوذ الإيراني.