المبعوث الأممي المغربي جمال بنعمر يجنب اليمن اندلاع حرب

المبعوث الأممي جمال بنعمر

 تمكن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بنعمر من نزع فتيل الحرب بين جماعة الحوثي المسلحة وبين القوات الحكومية في العاصمة صنعاء خلال اليومين الماضيين، وأدخل الطرفين في مفاوضات عسيرة، من أجل التوصل الى اتفاق نهائي حول القضايا التي كادت أن تسقط البلد في منزلق الحرب الأهلية.
وذكرت مصادر رسمية أن المبعوث الأممي تمكن من احتواء الأزمة السياسية التي أربكت الوضع السياسي والاقتصادي وكانت شرارة الحرب بدأت بالاشتعال في العديد من المناطق في العاصمة صنعاء والتي رشحت الوضع للانفجار العسكري.
وقال مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية الدكتور فارس السقاف لـ«القدس العربي» ان مفاوضات عسيرة تدور بين الدولة وبين جماعة الحوثي برعاية بنعمر الذي جمع ممثلي الطرفين منذ وصوله الى صنعاء مساء الأربعاء.
واوضح أن المفاوضات تسير ببطء بين الطرفين، غير أنه تم التفاهم حول الخطوط العريضة للاتفاق ولكن لازالت هناك اختلافات عميقة تدور حول التفاصيل وأنه لا يتوقع أن يتم حسم بعض هذه الاختلافات سريعا، خاصة وأنها مرتبطة ببعضها. 
وقال «هناك اختلاف عميق حول مطلب الحوثيين باعتراف حكومي من اللجنة الأمنية العليا بالقتلى الحوثيين من قبل القوات الحكومية باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الحوثيين أمام مقر الحكومة الثلاثاء الماضي.«
وذكر أن الطرف الحكومي يعتبر أنه من غير المنطقي طرح هذه النقطة للمفاوضات من قبل الحوثيين، في حين يصر الحوثيون على ضرورة حسمها قبل الاتفاق على بقية القضايا محل التفاوض. 
واوضح أن المفاوضات تدور حول العديد من القضايا الرئيسية وفي مقدمتها تشكيل حكومة جديدة، تخفيض أسعار المشتقات النفطية، ورفع المخيمات والاعتصامات الحوثية من داخل العاصمة صنعاء وما حولها، وانهاء المظاهر المسلحة فيها. 
وذكر أن الحوثيين وافقوا على بعض هذه القضايا غير أنهم رفضوا رفع الاعتصامات والمخيمات دفعة واحدة وأنهم وافقوا على رفعها على دفعتين، وهو ما رفضه الرئيس عبدربه منصور هادي. 
وحول تشكيل الحكومة الجديدة قال انه تم الاتفاق على تسمية رئيس الحكومة الجديد خلال 48 ساعة من وقت التوقيع على الاتفاق، غير أن السقاف اعتبر أنه في حال تمت تسمية رئيس حكومة جديد فهذا يعني أن البلد قد يدخل أزمة جديدة إثر غياب الحكومة لما قد تستغرقة عملية اختيار طاقم الحكومة وقتا طويلا والذي قد يحتاج الى أسابيع من أجل الوصول الى اتفاق نهائي حول ذلك.
واشار إلى أنه من المتوقع أن يتم الاتفاق على اعضاء الحكومة الجديدة في ذات الوقت الذي سيتم فيه الاتفاق على رئيس الحكومة الجديد، وبالتالي لن يكون التوقيع على الاتفاق المطروح حاليا للتفاوض أمرا سهلا كما يتوقع ألا يكون قريبا.
وذكر أن هناك خلاف كبير حول شخصية رئيس الوزراء الجديد وأن الوسط السياسي يتداول حاليا العديد من الأسماء، غير أنه في الأخير لن يتم اختيار إلا من يثق فيه الرئيس هادي.
من جهة أخرى ذكر القيادي في جماعة الحوثي بصنعاء علي العماد ان «عملية المفاوضات جارية بسلاسة غير أنها تعيش حاليا في مرحلة بين مرحلتين، بين لا خلاف ولا اتفاق.«
وقال يمكن اعتبار أن الاتفاق المراد الوصول اليه في حكم (المعلق)، نظرا للاختلافات حول بعض القضايا التي تعتبرها جماعة أنصار الله (الحوثيين) جوهرية، وأن المفاوضات قد تأخذ وقتا طويلا حتى تناقش كافة القضايا العالقة وتضع لها حلول جذرية ونهائية. 
وأعرب عن تفاؤله بوصول الطرفين الى اتفاق ايجابي، خاصة وأن المفاوضات تسير بشكل ايجابي عبر شخصيات جادة ومرضي عنها من قبل جميع الأطراف.
وكانت العاصمة صنعاء شهدت توترا سياسيا وعسكريا خلال الأسبوع المنصرم، وبدأت شرارة الحرب بالاشتعال في الضواخي الجنوبية وأطراف العاصمة صنعاء بالاضافة الى التوتر الكبير والتمترس حول الأسلحة في عمق العاصمة صنعاء، وكان كل الأطراف الحكومية والحوثية يتهيئون لخوض أوار الحرب، غير أن مبعوث الأمم المتحدة سارع في احتواء الأزمة ونزع فتيل الحرب في اللحظات الأخيرة.
وعاشت العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية حالة قلق بالغ ونزوح داخلي ومغادرة للبلاد خشية اندلاع الحرب في اي لحظة، وخاصة مع تسارع التصعيد العسكري الحوثي حول العاصمة صنعاء وعدم وجود رؤية حكومية واضحة لمواجهتها وشعور السكان بعدم الأمان في كل الأحوال.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password