أصبحت مغادرة الشيخ القرضاوي دولة قطر والخليج برمته شرطا رئيسيا تفرضه دول مثل السعودية لتحسين العلاقات مع قطر. ويجري الحديث عن بعض الدول التي يمكن استضافة هذا الشيخ وعلى رأسها الجزائر دون استبعاد المغرب. ووسط هذا الحديث يجري العاهل المغربي الملك محمد السادس مكالمة مع أمير قطر تميم بن حمد قد تكون حول الموضوع.
وتحول القرضاوي الى مشكلة حقيقية في الخليج بسبب دوره السياسي القائم على ما هو ديني بصفته مرشدا ومرجعا للحركات الإسلامية خاصة المرتبطة بحركة الإخوان المسلمين ودوره في الربيع العربي.
وتنقل الصحافة العربية عن مسؤولين خليجيين وعلى رأسهم العربية السعودية رحيل القرضاوي عن الخليج شرطا رئيسيا لمصالحة دول مجلس التعاون الخليجي مع قطر التي تحتضنه منذ سنوات ومنحته منبر الجزيرة للعب دور هام في الشارع السياسي العربي.
ونشرت جريدة الخبر الجزائرية خبرا يتعلق بمقترح للدولة الجزائرية لاستضافة القرضاوي شريطة عدم قيامه بأي دور سياسي انطلاقا من هذا البلد المغاربي. وسبق للقرضاوي الإقامة المؤقتة في الجزائر بسبب زوجته السابقة ذات الجنسية الجزائرية. وتوجد مفاوضات متقدمة بين الجزائر والكويت وقطر حول ترحيل الشيخ الى الجزائر، وقد تكون وجهته مستقبلا.
وفي الوقت نفسه، يجري الحديث عن دول مغاربية أخرى وهي تونس وموريتانيا والمغرب بينما يتم استبعاد تونس وموريتانيا بسبب غياب شروط أمنية لحماية القرضاوي. اوتنفض مثقون وسياسيون يساريون وليبراليون في تونس ضد أي استضافة للشيح الذين يعتبرونه مسؤولا عن ما يصفونه المساهمة في أسلمة المجتمع التونسي سياسيا.
بينما يبقى المغرب الدولة التي يمكن لها توفير الأمن لهذا الداعية. وفي حالة قبول المغرب وإن كان الأمر مستبعدا في الوقت الراهن، فستكون بوساطة قطرية وسعودية مباشرة لاسيما وأن العلاقات بين الرباط والدوحة تمر بأجواء تفاهم وحوار منذ التغيير الأميري الذي حصل السنة الماضية.
ووسط هذه التطورات، تؤكد وكالة الأنباء القطرية اليوم عن مكالمة هاتفية بين الملك محمد السادس وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد دون الكشف عن مضمونها. ولا يمكن استبعاد أن تكون بسبب احتمال استقبال المغرب للشيخ القرضاوي.
وسبق استضافة المغرب لعدد من المسؤولين السابقين مساهمة منه في حل بعض النزاعات المحلية والإقليمية ومن أبرز هؤلاء الشاه إيران ورئيس الزائير سابقا موبوتو سيسي سيكو.