البابا يرفض تسفيه الأديان إعلاميا والصحافة الأمريكية تفادت نشر واجهة شارلي إيبدو احتراما للمعتقدات

البابا فرانسيسكو في جولة

اعتبر بابا الفاتيكان فرانسيسكو أن حرية التعبير لا تعني تسفيه أديان الآخرين، ويأتي هذا التصريح ليزيد الجدل في أوروبا حول حدود حرية التعبير، بينما ارتأت وسائل الاعلام الأمريكية تفادي نشر واجهة شارلي إيبدو التي تتضمن رسما كاريكاتوريا حول الرسول.

وخلال زيارته الى الفلبين يوم الخميس 15 يناير، تدخل البابا في الجدل القائم عالميا حول مدى الحرية في رسم كاريكاتير يعتبر مسيئا لأديان والرسل مما يترتب عنه احتجاجات، وذلك بعد الأحداث الإرهابية التي استهدفت الأسبوعية الفرنسية شارلي إيبدو الأربعاء من الأسبوع الماضي وخلفت مقتل 17 شخصا.

وقال البابا: “لا يمكن للدين أن يقتل قط، ولا يمكن للمرء أن يفعل ذلك باسم الله”، مضيفا: “لا يمكن للمرء أن يستفز، ولا أن يسخر من دين آخر، فهذا أمر ليس جيداً”، وذك في رده على سؤال من مراسل طرح عليه سؤالاً هو “إلى أي مدى يمكن لحرية التعبير أن تصل؟”.

وأوضح قائلاً: “نعم لحرية التعبير، لكن إذا تفوه صديقي بكلمة سيئة عن أمي، فعليه أن يتوقع لكمة”، مؤكدا على أنه “لا يمكن تسفيه أديان الآخرين”. وتابع مشددا: “حرية التعبير هي حق، بل واجب، مع عدم إهانة الأديان، لكن في هذه الحالة لا يجب أن يكون رد الفعل هو اللجوء إلى العنف”.

ويعتبر موقف البابا هاما للغاية بحكم أنه لا يحمل صفة المتشدد مثل سابقه في المنصب بينديكس بل يحدث الآن ثورة في مؤسسة الفاتيكان والكاثوليكية وصلت الى الاعتراف الضمني بحقوق المثليين جنسيا، ويدعو الى البحث عن الحد الأدنى للتفاهم بين الديانات والثقافات.

ومن جانب آخر، ارتأت مختلف وسائل الاعلام الأمريكية وعلى رأسها جريدة نيويورك  تايمز والقناة التلفزيونية سي إن إن عدم نشر واجهة أسبوعية شارلي إيبدو التي تبرز مجددا الرسول في رسم كاريكاتوري. وقررت الصحف تقديم وصف للواجهة بدون رسم والاكتفاء بالكلمات، ومن جانبها أضفت قنوات التلفزيون الضبابية على واجهة شارلي إيبدو التي تقدم الرسول. ويؤكد مدير جريدة الواشنطن بوست، من كبريات الصحف الأمريكية، مارتين بارون تفادي نشر كل ما يسيء الى الديانات.

ويأتي موقف الصحافة الأمريكية من باب احترام ديانة الآخر وبسبب مركزية الدين في المجتمع الأمريكي.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password