الأمير هشام: الأجواء الاجتماعية والسياسية في السعودية قد تسير نحو الأجواء التي أدت الى سقوط شاه إيران

الأمير هشام بن عبد الله العلوي

عتبر الأمير المغربي مولاي هشام بن عبد الله بن عم ملك المغرب أنه بعد مرور قرابة سبع سنوات على الربيع العربي تعمل الثورة المضادة بقوة وفي كل مكان، ولكن رغم النجاحات التي تحققها لن تستطيع فرض النظام القديم. ويعتبر أزمة قطر خلقة من مسلسل مغامرات الثورة المضادة التي تقودها الإمارات والسعودية.

وفي مقال له في الجريدة الفرنسية الرقمية المتخصصة في القضايا العربية “أوريون 21” يكتب فيها صحفيون ودبلوماسيون سابقون أن الثورة المضادة لم تنتظر كثيرا بعد اندلاع الربيع العربي، فقد بدأت من البحرين، حيث قامت الإمارة الصغيرة التي تحكمها عائلة ملكية سنية بقمع جماهير الشيعة، وانتقلت الظاهرة الى سوريا بعد قيام نظام علوي قريب من روح الشيعة بقمع الأغلبية السنية. واهكذا تخذت الثورة المضادة لاحقا طابعا دينيا في كل من البحرين وسوريا ثم العراق.

ويشير الى ضعف الثورة المضادة السينة التي لم تعد تمتلك زمام المبادرة ولكنها قادرة على التسبب في مزيد من الخسارات. ومن رهاناتها لتحقيق مكاسب هو خوف الشعوب من نتائج الثورات بعد الفوضى التي وقعت وخاصة في سوريا.

وفي تلميح الى صعوبة تراجع المعسكر الشيعي في تطورات الشرق الأوسط وانعكاساتها على الثورة المضادة وخاصة لصالح المعسكري السني، يستبعد الأمير شن الولايات المتحدة حربا على إيران. ويقول بارتكاب العربية السعودية خطئا عندما ربطت المستقبل بالتصريحات النارية للرئيس دونالد ترامب بدل المصالح العميقة لواشنطن وهي الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران. ويرى في المعسكر السني الذي تقوده العربية السعودية ضعفا في الرؤية الاستراتيجية مما يجعل الثورة المضادة مآلها الفشل مستقبلا. فقد تخلى هذا المعسكر عن سنة العراق، وقام بضرب الإخوان المسلمين الذين يشكلون دعامة للسنة محدثين انقساما.

وفي ظل هذه الأجواء، يبرز الأمير زاوية من جيوبولتيك لم تسترعي انتباه الكثيرين وهي صعود القومية السعودية والإماراتية مع جيل جديد من الحكام، ويتكهن بمحدودية وفشل هذا التوجه، وهو الذي اكتشفته دول مثل المغرب والجزائر بعد استقلالهما منتصف القرن الماضي.

وانخرطت الثورة المضادة في مسلسل من المغامرات، ولكن هذا لا يفيدها في تحقيق الانتصار في آخر المطاف بل تخسر من مغامرة الى أخرى. فقد تورطت في الانقلاب العسكري في مصر،  وساهمت في تشجيع الحرب الأهلية في ليبيا، والحلقة التالية كان التورط في حرب في اليمن، ويعلم التحالف العربي أنه لن يربحها نهائيا، ولهذا يحاول خلط الأوراق عبر السياسة الداخلية من خلال تشجيع انفصال الجنوب. ويرشح الأمير هذه الدول الى دعم مباشر أو غير مباشر في أي حرب تخوضها إسرائيل ضد حزب الله، بعدما قامت هذه الدول بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية. ويصنف أزمة قطر كمغامرة أخرى في مسلسل الثورة المضادة التي تقودها العربية السعودية والإمارات.

ويؤكد الأمير أن المغامرات العسكرية الخارجية لم تجعل هذه المجتمعات في مأمن من التغيرات وموجة الديمقراطية بل هي نتاج التضييق على مجتمعاتها داخليا، مستشهدا بما حدث في اليونان والأرجنتين، حيث انتهت المغامرات العسكرية بنهاية الحكم العسكري. ويركز كثيرا على العربية السعودية التي تقوم بمبادرات منها الترخيص للمرأة بالقيادة وتبني إجراءتا ليبرالية، ولكن في آخر المطاف بدون تغيير في أرض الواقع بسبب غضب بعض الشرائح التقليدية المحافظة كما أنها لم تكسب وفاء القوى الحية التي ترغب في تغيير حقيقي ويضاف الى هذا إجراءات التقشف الحالية وأخرى مستقبلا ستكون صعبة في ظل تراجع عائدات البترول، ثم إلغاء التوافق السياسي مثل التوافق داخل العائلة الملكية، كل هذا حول النظام السعودي الى متصلب. في مثل هذه الأجواء وقعت الثورة الإيرانية ما بين سنتي 1978-1979.

ويؤكد امتلاك السعودية كل مقومات الشرعية لاعتماد آليات لتغيير وجهتها نحو إرساء زعامة إقليمية لكن شريطة تقييم حقيقي للذات، وهذا يعني وقف تصدير أزماتها الى الخارج وضرورة التركيز على الإصلاحات الداخلية قبل فوات الآوان.

 

رابط مقال الأمير في أوريون 21

http://orientxxi.info/magazine/la-contre-revolution-arabe-empetree-dans-ses-contradictions,2066

Sign In

Reset Your Password