افتتاحية: ذاكرة الشعب المغربي لن تنسى من سرق خيراتها وشرد جزء من أبناءها

يتابع الشعب المغربي باهتمام كبير ما يجري في السودان والجزائر ويركز كثيرا على كيف أصبح من كانوا في سدة الحكم وقد انكشف أمرهم بأنهم لصوص وخونة للوطن. ويتساءل، هل لدينا أمثلة من اللصوص في البلاد، الجواب يكاد يكون يقينا لدى الرأي العام المغربي وفق ردود الفعل.

وكشفت الانتفاضات الجارية في البلدين المذكورين وخاصة بعد الاعتقالات التي طالبت القيادات كيف تورط رؤساء الدول في الفساد من سرقة ونهب وعرقلة لتنمية البلاد، وكيف جرى اعتقال قيادات في أجهزة أمنية واستخباراتية كانت ترفع سيف الوطنية ليتضح مدى عمالتها لمختلف الجهات.

الآن يوجد من كان يعتبر نفسه رئيسا شبيها بالأتقياء وهو عمر البشير في السجن بالسودان بتهمة الاختلاس. ويحجز التاريخ مكانة غير مشرقة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بسبب السماح لحاشيته الاغتناء والتلاعب بالأوضاع السياسية حبا في البقاء في كرسي الحكم.

وكل هذه التطورات تجد تجاوبا من طرف الرأي العام الوطني في المغرب وتعكسها شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا يعود الى إحساس المغاربة بالحكرة بسبب تصرفات مافيوزية من طرف بعض المسؤولين في السلطة سواء بالانخراط المباشر في الاختلاسات أو الصمت وعدم التحرك أمام الفضائح سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

رغم ما يتمتع به المغرب من خيرات متوسطة يجب أن تجعل المواطن المغربي يعيش في وضع اقتصادي مقبول لا يحدث هذا بسبب الفساد الذي من عناوينه اللينة أو الدبلوماسية: أين الثروة؟ ومن عناوينه الواقعية والبرغماتية بدون مكياج : من سرق خيرات الشعب ونهبها؟

ذاكرة الشعب المغربي تحتفظ بالاحتكار من طرف قلة قليلة “ليس من المحظوظين” بل من لصوص الشعب لخيرات البلاد، وهي التي تمتلك حسابات مصرفية في الخارج، وهي التي تمتلك شركات في دول مثل بنما ولا يترحك القانون، وهي التي تقوم بالالتفاف على القانون مثلما كان يعمل المستعمر لتستحوذ على الأراضي، ونستحضر حالة “أراضي خدام الدولة” الذين هم في أعين الشعب أنذال لأن المسؤول صاحب الضمير يكتفي بالراتب الذي يخوله له القانون ولا يقبل بالانخراط في نهب الشعب.

من عناوين سياسة النهب هو دفع نسبة هامة من الشباب الى التفكير بالهجرة بكل ما تحمله من تشريد في باقي دول العالم ومنها وضعية الذل في الدول العربية الخليجية، بل والموت في البحر مثل حالة غرق آلاف الشباب حرمتهم المافيات من حلم العيش الكريم في بلدهم. وفوق كل هذا، تلجأ هذه المافيات الى صحافة الدعارة لتوزع صكوك الوطنية على المواطنين من هو الصالح ومن هو الطالح، ولتنهش في أعراض الناس لمجرد أنهم قالوا: من سرق خيرات الوطن ودفع بالتعليم والصحة والشغل الى الغرق؟

Sign In

Reset Your Password