تلمح اسبانيا الى تورط المغرب في الموجة الأخيرة من المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا الى شاطئ إقليم قادش وخاصة طريفة، وصدرت اتهامات عن ضباط من الحرس المدني بسحب المغرب الحراسة في شواطئه للسماح للمهاجرين بالانتقال الى اسبانيا. وأجرى وزير خارجية مدريد مانويل غارسيا مارغايو اتصالا مع نظيره المغرب صلاح الدين مزوار حول الموضوع.
وكانت هجرة القوارب قد تراجعت بشكل كبير للغاية خلال السنة الأخيرة، ولكن ما بين الاثنين والأربعاء من الأسبوع الجاري عادت بشكل ملفت لم يسبق أن شهدته الهجرة السرية خلال العقدين الأخيرين، فقد تم اعتراض قرابة مائة قارب مطاطي وأكثر من 1200 مهاجر إفريقي.
وتنقل الجرائد الكبرى اليوم مثل الموندو والباييس وآ بي سي عن مصادر أمنية رسمية في اسبانيا أن هذه الظاهرة التي لم يسبق تسجيلها من قبل تعود أساسا الى عدم وجود سفن للدرك الملكي والبحرية المغربية في مضيق جبل طراق حيث انسحبت، وفق هذه المصادر، بشكل مثير خلال اليومين الماضيين. وتكتب جريدة الموندو “المغرب يترك قوارب الهجرة تمر نحو اسبانيا”، بينما عنونت جريدة لراثون المقربة من الحكومة الحدث ب “غياب المراقبة في الشواطئ المغربية يفسر موجة قوارب الهجرة”.
وتنقل جريدة الباييس عن خبير أمني في الهجرة “هناك احتمال بوجود ضغط كبير للهجرة في مدن مثل طنجة، لهذا قرر المغرب غض الطرف عن القوارب التي انطلقت نحو اسبانيا”.
واتصل وزير الخارجية الإسباني مانويل غارسيا مارغايو أمس الثلاثاء بنظيره المغربي صلاح الدين مزوار لمعالجة هذه الظاهرة. ويبدو أن هذه المكالمة جعلت المغرب يعيد دوريات الدرك والبحرية الملكية الى مياه المضيق لمحاربة الهجرة. ويؤكد مندوب الحكومة في الأندلس عودة هذه الدرويات صباح الأربعاء بعدما غابيت يومي الاثنين والثلاثاء.