بدأ اليوم الأول من الأسبوع الجاري بالجدل المترتب عن التصريحات المثيرة التي صدرت عن رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران حول الغموض الذي يكتنف مقتل نائبه في الحكومة محمد بها، الأمر الذي دفع بحزب الاستقلال الى تقديم سؤال لوزير العدل من أجل توضيحات. وليس هذه هي المرة الأولى التي يلوح فيها ابن كيران بتصريحات غامضة بل سبق الى طرح 16 مايو.
وكان رئيس الحكومة ابن كيران قد اتهم أطرافا لم يسميها ولكنه يشير الى الدولة العميقة بتهديد حزبه، ولم يتردد في القول في تجمع خطابي بشبيبته في أكادير “هناك من يهددنا ونحن نعرف قراءة الرسائل، لكننا لا نريد أن نفضح الأمور، فإذا مات سي باها، فنحن مستعدون للموت في سبيل الله”.
ويخلف التصريح جدلا حقيقيا لأنه يعيد طرح الغموض الذي يلف مقتل محمد بها، ذلك أن ربط ابن كيران التهديد بوفاة بها، هو تلميح غير عادي في ظرف سياسي دقيق.
وكان بها قد لقي حتفه منذ شهور في قنطرة بالقرب من بوزنيقة المكان نفسه الذي لقي فيه الزعيم الاشتراكي أحمد الزايدي حتفه كذلك. ورافق حادث محمد بها الكثير من الجدل، وأكدت تحريات النيابة العامة أن الحادث كان عرضيا.
وهذا الغموض دفع حزب الاستقلال يومه الاثنين عبر نائبه عادل بن حمزة الى تقديم سؤال في البرلمان لوزير العدل مصطفى الرميد يطالب بتوضيحات ووقف الاستثمار السياسي في وفاة محمد بها.
ولا تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها ابن كيران الى هذا النوع من الخطاب الغامض في مخاطبة أطرافا يسميها ب”العفاريت والتماسيح”، إذ كان إبان الربيع العربي وخلال الحملة الانتخابية أن شكك في مسؤولية تفجيرات الإرهابية في الدار البيضاء 16 مايو 2003، واتهم أطرافا مقربة من السلطة المركزية.
وإذا كان التصريح الأخير، 16 مايو، يدخل ضمن الحملات الانتخابية، فتصريح ابن كيران حول محمد بها وهو رئيس الحكومة وقوله بتلقي تهديدات يطرح علامات استفهام حول الخطاب السياسي في البلاد وتوظيف التلويح بالغموض في ظروف سياسية معينة.