يعرض حاليا بدور العرض بألمانيا فيلما ألمانيا صور بالمغرب وبالضبط بمراكش ونواحيها ويروي قصة شاب يبلغ من العمر 17 سنة، يقوم بزيارة والده هاينريش، الذي يشارك بمهرجان للمسرح يقام بمراكش . بن لم يسبق له أن قضى وقتا طويلا مع والده، لذا فهو بمثابة غريب كغرابة مدينة مراكش بالنسبة له.
ففي فيلمها الجديد تقوم كارولين لينك المخرجة الألمانية الفائزة بجائزة الأوسكار 2003 عن فيلمها “في مكان ما في إفريقيا ” بإرسال الإبن بن في رحلة الى مراكش يثور خلالها ضد والده المخرج المسرحي وتنتهي الرحلة بعقد الصلح بين الطرفين
الصلح والتقارب والاحتكاك مع الآخر وصراع الأجيال والصراع بين البورجوازية والطبقة الدونية والتكبر والعجرفة أهم الخصائص الإنسانية التي تغلب على الفيلم.
بعد سنوات من الغياب، دعا هاينريش المخرج المسرحي الشهير ابنه بين ذو 17 ربيعا لقضاء العطلة المدرسية معه،و لكن ليس في مكان بعيد هادئ سيساعدهما على التقارب و التعرف على بعضهما البعض، بل الى المغرب حيث يشارك في مهرجان للمسرح بتحفة ليسينغ ” إيميليا جالوتي” وسيتم عرضها في مختلف المدن المغربية.
عند وصوله الى المطار لم يجد والده في انتظاره بل أرسل إليه السائق، بن لم يستسغ الإهانة الأولى فحضر العرض الأول متأخرا.
.بن شاب في مقتبل العمر لا تخلو روحه من حب المغامرة واكتشاف الآخر والتعرف على الحياة الحقيقية في المدينة عن قرب ويريد التعرف عن الأرض والناس ويقترح على والده في اليوم الموالي اكتشاف المدينة، ويحتقر المواقف الذاتية لوالده الفنان ويذهب في رحلة عبر وسائل النقل الجماعي مع بائعة هوى كريمة التي تلعب دورها كفرنسية ذات أصول جزائرية و تونسية حفصية هيرزي. و الأب هاينريش المخرج المسرحي والفنان الذي يبحث العلاقات الإنسانية و حب الآخر في أعماله الفنية لا يطبق ذلك في حياته الشخصية إذ يفضل البقاء في الفنادق الباهضة والقراءة على المسبح لباول بولز عن المغرب لأن الخيال هو الأفضل في بعض الأحيان من الواقع ولا يحبذ فكرة التجول في الساحات العمومية مخافة التفجيرات التي قد تقع، ولا يهتم بإبنه من زوجته السابقة.
تصور الأحداث الدرامية للفيلم طيبة القلب وتقبل الآخر وتقديم المساعدة التي يعرف بها المغاربة من خلال كريمة التي تمتهن الدعارة لتساعد عائلتها الفقيرة والتي تعيش في بيت طيني في أقاصي الصحراء المغربية مقابل بن الذي اكمل اتصالات والده الذي يبحث عنه، ويصور بطريقة رائعة المناظر الخلابة الرائعة التي تمتاز بها المناطق المجاورة لمراكش وتنغير والطريق الوطنية من مراكش الى فاس. كما يعرض الفيلم المشاكل الكبيرة الذي يعرفه المغرب من بينها تهميش الحياة الفقيرة والمناطق البعيدة عن المركز الفيلم يعرض التناقض الصارخ بين الحياة داخل أسوار الفنادق المصنفة وخارجها حيث تعم الفوضى والاوساخ و أطفال الشوارع والمتسولين والرشوة التي تنخر جسم جهاز الأمن، فالشرطي طالب الوالد بالمكافأة إثر عملية البحث عن الإبن المفقود.
لم يخل الفيلم طبعا من الكليشيهات الجاهزة المثقلة بالنتافضات التي تعتري الخطاب المزدوج للغرب كالتعالي على كل ما هو قادم من العالم الثالث فكل من يزور المغرب عليه أن دذخن الحشيش فكل المغاربة يتعاطون الحشيش مثلما يحب كل الألمان شرب البيرا.
من التيمات التي لم يجعلها الفيلم أكتر أهمية مثل الأفلام الهوليوودية الكلاسيكية هي تيمة الجنس بمعنى السياحة الجنسية التي تعرف بها مدينة كمراكش وهذا ما لم يجعل منه فيلما تجاريا
نهاية الفيلم قد ترسل بعض الإشارات مفادها :استمتعوا ببعض الفن والطبيعة والتقطوا الحياة خارج أوروبا فهي ليست كل شيء