يجري الحديث في الجزائر مع الزيارة التي يقوم بها إلى مالي ومنطقة الساحل وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة، عن سعي هذا البلد المغاربي في العودة إلى إفريقيا، وتجاوز ما يجري تداوله عن تراجع للدور الجزائري في هذه المنطقة لصالح المغرب خصوصا بعد مشاركة الملك محمد السادس ضيف شرف في حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد إبراهيم بوبكر كيتا .
وقد حظي التحرك الأخير للمغرب في إفريقيا الغربية والساحل خصوصا بعد مشاركة الملك في تنصيب رئيس مالي الجديد باهتمام جزائري كبير. ولا يستبعد بعض المراقبين الجزائريين أن مشاركة المغرب في تلك المناسبة بمالي قد كشفت عن تواجد جديد للرباط في المنطقة يخضع لاستراتيجية سياسية واقتصادية من عناوينها الاستثمارات المغربية في قطاعات حيوية لهذه الدول مثل البنوك والاتصالات والبنيات التحتية.
وتحدث وزير الخارجية الجزائري رمطان عمامرة خلال و جوده في العاصمة المالية باماكو عن مساعي بلاده لبلورة تصور جديد للعلاقات مع دول الساحل، وتطرق في ذات الحديث الذي كانت نقلته وكالة الأنباء الجزائرية عن مشاركة الملك محمد السادس في مراسيم تنصيب الرئيس المالي الجديد “لم تكن تعني تراجعا للدور الجزائري في منطقة الساحل”، معتبرا أن الحديث عن هذا التراجع “أذكته بعض وسائل الإعلام”.
غير ان العمامرة الذي يصفونه في بلاده بكونه أبرز الدبلوماسيين الجزائريين إلماما بالملف الإفريقي بحكم منصبه السابق بمفوض للسلم والامن في الاتحاد الإفريقي، يفضل العلاقات المباشرة مع العواصم الإفريقية بدلا من متعددة الأطراف، سرعان ما عمد إلى تعداد ما يؤكد عدم تراجع دور بلاده حيث أكد أن ” الجزائر التزمت بشكل كبير في التعاون مع القوات المسلحة المالية وبعدها في الجهود التي بذلت من اجل تاهيل هذه القوات المسلحة”.
محاولة نزع العمامرة الأهمية عن تراجع ممكن للدور الجزائري أمام الحضور الأخير للمغرب بمالي ومنطقة الساحل، تواجهه وسائل إعلام محلية جزائرية بكثير من الشكوك. وفي هذا السياق تعتبر صيحفة الخبر الحزائرية أن زيارة رمطان العمامرة إلى مالي”على الرغم من التوصيف الجزائري الرسمي بأن جولة العمامرة إلى منطقة الساحل عادية “إلا أنه، تضيف الخبر، ” وفقا لقراءات هي زيارة تأخذ في الحسبان نوايا العودة إلى إفريقيا التي تعتبر العمق الاستراتيجي للدبلوماسية الجزائرية ، كما تأخذ في الحسبان منطق التنافس مع جهود مغربية لكسب مواقع نفوذ للقارة”.