علق رئيس النظام السوري بشار الأسد على منح منظمة حظر الأسلحة الكيميائية جائزة نوبل للسلام للعام الحالي، بالقول مازحا: “هذه الجائزة كان يجب أن تكون لي”.
جاء ذلك في حوار أجراه مع صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من حزب الله، وأقر فيه بأن تسليم السلاح الكيميائي السوري “خسارة معنوية وسياسية”، واستبعد عقد مؤتمر “جنيف2″ لحل الأزمة السورية.
وأضاف الأسد: “لا شك في أن هناك خسارة معنوية وسياسية في تسليم الكيميائي السوري، ففي العام 2003 طرحت دمشق اخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وكان الكيميائي السوري ورقة تفاوضية ثمنه النووي الإسرائيلي،أما اليوم فتغير الثمن”.
وفي هذا الصدد، شدد رئيس النظام السوري، على “أن الروس، بما يفعلونه، لا يدافعون لا عن سورية ولا عن شعبها ولا عن نظامها ولا عن رئيسها، بل يدافعون عن أنفسهم”، مضيفا: “أمن سورية واستقرارها تحميهما السياسة، أكثر من الترسانة العسكرية”، دون أن يوضح المقصود بذلك.
من جهة أخرى، أعرب الأسد عن اعتقاده، أن “مؤتمر جنيف 2″ لن يعقد، وإن حددوا له موعداً في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، غير أنه قال: “ربما يحصل فقط، تلبية لرغبة روسيا التي تسعى من خلاله الى إبعاد شبح الحرب”.
وأضاف: “لا مشكلة لدى سورية في حضور المؤتمر، ومطلبها واضح ويقوم على مبدأين: صندوق الاقتراع ووقف دعم الإرهابيين”، في إشارة إلى أن رحلية لن يكون غلا عبر الانتخابات.
ونفى الاسد على نحو قاطع ما نشر قبل أيام عن أن عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عباس زكي، حمل معه رسالة من أمير قطر الجديد الى الاسد.
وكان الأسد حريصا على وضع النقاط على الحروف. بدأ حديثه بالتأكيد على أن جماعة الإخوان المسلمين، ومنذ ثمانين عاما، لم تُعرف الا بالتقلب والمصلحية والغدر، قبل أن يضيف إن دمشق لم تعامل “حماس″ منذ البداية على أنها جزء من هذه الجماعة. “كان الأوروبيون يأتون الينا ويسألون عما تفعله حماس هنا، كنا نقول لهم إنها حركة مقاومة”. وحدها تلك الصفة التي أكسبت “حماس احتضان سورية ودعمها ورعايتها لها”.
“عندما بدأت الأزمة، قالوا (مسؤولو حماس) إنهم وجهوا الينا نصائح. هذا كذب. من هم ليوجهوا نصائح إلى سورية؟ ثم قالوا إننا طلبنا مساعدتهم، وهذا غير صحيح. فما علاقتهم في الشأن الداخلي السوري”. جاء ذاك اليوم الذي اعلن فيه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي تصريحاته المسيئة. “نعم طالبناهم باتخاذ موقف”. بعد فترة جاؤوا يقولون إنهم ذهبوا الى القرضاوي وتحدثوا معه. قلنا إن من يريد أن يتخذ موقفا سياسيا يتخذه علنا. ما قيمة الموقف الذي يؤخذ في غرف مغلفة. فكان ما كان من قطيعة. قررت “حماس″ في النهاية أن تتخلى عن المقاومة وتكون جزءاً من حركة الاخوان المسلمين. “لم تكن هذه المرة الأولى التي يغدرون فيها بنا. حصل ذلك قبلا في 2007 و2009″. تاريخ من الغدر والخيانة، قبل أن يتمنى “لو يستطيع أحد ما اقناعهم بأن يعودوا حركة مقاومة مجدداً، لكنني أشك” في ذلك. حماس انحازت ضد سورية منذ اليوم الاول، لقد اخذوا خيارا.
العراق: جيد جداً
كان لافتا مستوى الرضى والتقدير الذي يكنه الأسد للعراق. “موقفه جيد جداً منذ البداية”. الأكثر اثارة للانتباه أنه كان حريصا على التأكيد أنه لا يتحدث فقط عن بغداد، بل عن الأكراد. عن كردستان العراق.
وما يجري في مصر متابع بدقة في دمشق، على أعلى المستوى. الأسد يؤكد أن “مصر هي حصن العرب”، وأن العلاقة معها اليوم أفضل مما كانت عليه حتى أيام الرئيس السابق حسني مبارك. في عهد الرئيس المخلوع “كنا ننظر إلى وزارة الخارجية المصرية على أنها وزارة الخارجية الأمريكية”، بل كان الأسد حريصا على التأكيد أن العلاقة مع مصر لم تنقطع حتى أيام الرئيس المعزول محمد مرسي. القنوات الاستخبارية والعسكرية بقيت مفتوحة طوال الوقت. الآن العلاقات مع مصر أفضل من العهدين الفائتين.
الحال مع السعودية لا تزال على حالها من القطيعة والعداء. في النهاية، السعودية ليست إلا «دولة قبائل وأشخاص. العلاقات الفردية هي المقررة. عندما يختلف أحد هؤلاء معنا تصبح السعودية كلها مختلفة معنا». «أصلا السعوديون ناصبوا سوريا العداء طوال الـ20، 30 سنة الماضية، ما تغير هو العلاقة مع سيدهم. عندما تكون علاقة سيدهم معنا جيدة، يكونون هم جيدين. وعندما يختلف أسيادهم معنا، يظهرون عداءهم لنا»، لكن هناك دائما الطابع الشخصي في السياسة السعودية.
والمشكلة في تركيا، من وجهة نظر الأسد، تنحصر في شخص رجب طيب أردوغان. الشعب التركي ضد سياسته في سوريا. آخر استطلاع رأي أظهر أن أكثريته الساحقة ضد المشاركة في أي عدوان علينا. حتى الرئيس عبد الله غول بدأ يعبر علنا عن معارضته لسياسة رئيس وزرائه. رأى غول أنه اذا كان اردوغان يريد أن يضيّع نفسه، فلا داعي إلى أن يضيع الحزب معه (في اشارة الى العدالة والتنمية).
يظهر من خلال حديث الأسد كم هو كبير الدور السلبي الذي أداه وزير الخارجية محمد داوود أوغلو. كانت القنوات العسكرية بين سوريا وتركيا مفتوحة طوال الوقت، إلى أن قرر أوغلو أن يضعها بإمرة وزارة الخارجية، فتوقفت، ثم أطاحوا قيادة الجيش وكان ما كان.