يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيارة الى ثلاث دول إفريقية على رأسها جنوب إفريقيا وكذلك السنيغال. في الوقت ذاته، يستثني منطقة المغرب العربي التي لا تدخل نهائيا في أجندة البيت الأبيض عكس الاهتمام الذي تلقاه من طرف الاتحاد الأوروبي. ويبقى معيار الإدارة الأمريكية في اختيار الدول هو الديمقراطية والإصلاح.
وتؤكد أجندة البيت الأبيض أن باراك أوباما سيقوم بجولة إفريقية في ظرف أقل من ثلاثة أسابيع وستشمل ثلاثة دول وهي السنيغال وجنوب إفريقيا وتنزانيا. وبهذا سيحاول زيارة أطراف القارة السمراء عبر زيارة غرب القارة في حالة السنغال وشرقها في حالة تنزانيا وجنوبها في حالة جنوب إفريقيا. وتؤكد المصادر الدبلوماسية في العاصمة واشنطن أن معيار اختيار الدول التي يزورها الرئيس الأمريكي هي الإصلاحات السياسية التي تقود الى الديمقراطية والإصلاحات الاقتصادية.
ويشدد البيت الأبيض على أن الإصلاحات الديمقراطية هي المعيار الرئيسي في تعزيز الروابط مع الدول الإفريقية التي تحترم الديمقراطية والشفافية. في هذا الصدد، كان قد استقبل خلال الشهور الماضية كل من رؤساء السنغال وسيراليون ومالي والرأس الأخضر ووصفهم “أمثلة على التقدم الذي تشهده القارة الإفريقية”. وفي الوقت ذاته، استقبل أوباما أربعة زعماء في البيت الأبيض سنة 2011 وهم رؤساء غينيا والنيجر وكوت ديفوار. وصرح وقتها “الولايات المتحدة ستكون شريكا قويا للديمقراطيات في إفريقيا”. وكان أوباما قد زار غانا سنة 2009 وألقى خطابا في برلمانها.
ويبقى المثير في الأمر هو استثناء باراك أوباما شمال القارة الإفريقية من زيارتهأ أي دول المغرب العربي وخاصة المغرب والجزائر وتونس كما لم يسبق أن استقبل أي زعيم من هذه المنطقة في البيت الأبيض. ويعود السبب الرئيسي في حالة تونس الى غياب الاستقرار السياسي التي انتقدتها واشنطن بسبب الأحكام المخففة في حق السلفيين الذين هاجموا السفارة الأمريكية في هذا البلد المغاربي.
وفي حالة المغرب والجزائر، فتقليديا لا يقوم الرؤساء الأمريكيون بزيارة الى البلدين بسبب ضعف العلاقات الدبلوماسية في الماضي بحكم أن هذه المنطقة محسوبة على أوروبا وخاصة النفوذ الفرنسي. وتفادت واشنطن ناريخيا إغضاب شريكتها فرنسا. وفي الوقت ذاته، واشنطن لا ترضى عن مستوى الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية في البلدين.
وكان هناك اهتمام لواشنطن بالمغرب العربي في التسعينات عندما طرحت اتفاقية التبادل الحر مع الدول الثلاث، المغرب والجزائر وتونس ولكن غياب الاندماج بين الدول الثلاث بسبب جمود المغرب العربي ثم فقدان المنطقة لأهميتها الاستراتيجية خاصة وأنها لا تعادل منطقة الخليج من حيث مصادر الطاقة ومصالح الشركات الأمريكية جعل الإدارة الأمريكية تستمر في اعتبار المنطقة هامشية، وهو ما يتجلى في عدم إدماجها في جولة باراك أوباما الى القارة السمراء خلال الثلاثة أسابيع المقبلة.