تشهد المدن الصغرى في المغرب بين الحين والآخر انتفاضات ضد ما تعتبرها الساكنة “بالحكرة”، وعدوى الاحتجاجات هذه سائرة في الارتفاع وآخرها ما يجري في مدينة ترجيست الريفية.
وطيلة الأسبوع ومدينة تارجيست تستقطب اهتمام الرأي العام الوطني بسبب انتفاضة الساكنة ضد التهميش، وأرست تقليدا وهو الخروج كل يوم جمعة للتظاهر ضد التهميش. إذ خرج الشباب للاحتجاج أمس الجمعة، وهي المرة الجمعة الرابعة التي ينزلون فيها الى قلب ترجيست للاحتجاج وحملوا شعار “رحيل المجلس البلدي”.
وعمدت السلطات الى التطويق الأمني لتفادي انتقال الاحتجاج الى باقي الأحياء كما حاولت فتح حوار مع الأحزاب السياسية رغم أن المحتجين يرفضون أن تمثلهم هذه الأحزاب التي يعتبرونها جزءا من المشكل بسبب الفساد.
ومن ضمن العوامل التي فجرت الوضع في هذه المدينة الصغيرة دخول شركة العمران للعقار في اتفاقية مع المجلس البلدي، حيث تبين أن ما جرى الاتفاق عليه ليس هو ما بدأ تطبيقه وتنفيذه علاوة على عدم تفعيل مشاريع تنموية تعود الى سنة 2008 وأغلبها تدشينات ملكية.
وتنضاف تارجيست الى انتفاضات المدن الصغرى وبعض القرى التي يشهدها المغرب بين الحين والآخر مثل طانطان وسيدي إيفني وتازة وأيت بوعياش وبوعرفة، وهي نتاج التهميش الذي تعانيه من جهة ونتاج ارتفاع وعي الساكنة وخاصة الشباب الذين يبدو أنهم صمموا على محاربة الفساد.
ويبقى المثير سياسيا، هو توفر هذه المدن الصغرى على مجالس بلدية لكن وقت اندلاع الاحتجاجات والانتفاضات تعمد وتسعى السلطات الى البحث عن مخاطبين وسط المحتجين، وهو ما يبرز الدور السطحي للبلديات التي عادة ما تخضع لأوامر العامالات والولايات.
وكانت تارجيست التي تقع في دائرة مدينة الحسيمة شمال المغرب قد اشتهرت منذ سنوات بسبب قناض تارجيست الذي صور عدد من أفراد الدرك الملكي وهم يحصولن على رشاوي. ويعتبر قناص تارجيست من ضمن المتظاهرين هذه الأيام في هذه المدينة ضد الفسادس والتهميش.