يمارس حزب العدالة والتنمية المتزعم للإئتلاف الحكومي دبلوماسية المبادئ والتضامن مع حركة الإخوان المسلمين في الأزمة المصرية عبر الحزب والجمعيات الدائرة في فلكه، بينما تمارس الدولة المغربية “دبلوماسية برغماتية” بوقوفها الى جانب الدولة المصرية ضد الإخوان وتبني مواقف الأنظمة الملكية الخليجية.
وأصدرت وزارة الخارجية المغربية هذا الأسبوع بيانا تتأسف فيه لما يقع في مصر وتناشد بتغليب الحوار، فقد لجأ وزير الخارجية سعد الدين العثماني الى موقعه في الفايسبوك لكي يندد بما يجري في مصر من عمليات تقتيل ضد المدنيين والذين ينتمون الى حركة الإخوان المسلمين.
وفي خطوة أخرى لتسجيل موقف مختلف عن الدولة المغربية، أعرب حزب العدالة والتنمية رسميا عن إدانته للتدخل الأمني العنيف ضد رابعة معتصمي رابعة العدولة والنهضة. وبهذا، يعبر الحزب ووزير الخارجية عن موقف مبدئي بالتضامن مع حركة إسلامية تربطهم بها علاقات المرجع أكثر منها تنظيمية.
وعمليا، لا يمكن لرئاسة الحكومة تبني موقفا مشابها لموقف الحزب رغم أن الأمين العام للعدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران هو نفسه رئيس الحكومة. ومن ضمن الأسباب الرئيسية:
تتبنى الدولة المغربية دبلوماسية برغماتية في الأزمة المصرية. فقد رسم الملك محمد السادس موقف الدولة من تطورات مصر بتهنئة الرئيس المؤقت عدلي منصور بعد إقالة محمد مرسي في بداية يوليوز الماضي. يلتقي الملك مع أنظمة الخليج وأساسا العربية السعودية والإمارات العربية.
المواقف المختلفة التي تتبناها الأحزاب المغربية المكونة للإئتلاف الحكومي، فالتقدم والاشتراكية وإن ندد بالتدخل العسكري في النهضة ورابعة العدوية فهو لا يتضامن مع الإخوان المسلمين. وفي الوقت ذاته، لا تمتلك الحركة الشعبية سياسة خارجية واضحة بقدر ما تتبنى مواقف الدولة المغربية.
وهكذا، فالأزمة المصرية كشف عن دبلوماسية التضامن من رئيس الحكومة ووزير خارجيته ولكن في عبر ثوب حزبي من جهة، وعن دبلوماسية برغماتية من طرف الدولة المغربية التي تجسدها المؤسسة الملكية.