حذر أحد صناع القرار الجيوسياسي في اسبانيا، الجنرال ميغيل آنخيل بايستيروس من تطلعات المغرب الترابية، في إشارة الى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وتنضاف تصريحاته الى جنرالات سابقين يركزون على هذه الأطروحة خلال السنتين الأخيرتين.
وفي حوار أجرته معه جريدة البيريوديكو دي كتالونيا الصادرة في برشلونة يوم 21 ديسمبر 2025 تناول تحديات الأمن القومي الإسباني والأوروبي في الوقت الراهن. وكان هذا الجنرال يشغل حتى السنة الماضية رئاسة “شعبة الأمن القومي الإسباني”، وهي أعلى مؤسسة تقوم بإعداد التصور حول احتياجات الأمن القومي الإسباني والمشاركة في إعداد تصور الأمن القومي الأوروبي. وتقدم المشورة مباشرة الى رئيس الحكومة حول التهديدات التقليدية الى الحرب الهجينة والتنسيق الأمني بين مؤسسات الدولة ضمن مهام أخرى. ويعتبر هذا الجنرال ضمن صناع التصور الأمني-العسكري-الدبلوماسي الإسباني تجاه المغرب خلال السنوات الأخيرة.
ووقف في الحوار على تحديات لم تكن مرتقبة، ومما كشفه أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي التي كشف عنها الرئيس دونالد ترامب منذ ثلاثة أسابيع ركزت لأول مرة على العنصر الديني، ويقول في هذا الصدد أنه لأول مرة يتم استحضار الدين المسيحي والثقافة المسيحية-اليهودية في ورقة استراتيجية، وهو أمر مثير. وعمليا، طالب ترامب من الأوروبيين الحفاظ على تقاليدهم في مواجهة الهجرة القادمة من الجنوب التي تغير “وجه أوروبا المسيحية”. وكشف أن اسبانيا رفقة أوروبا لم تعد تشعر بالأمن الحقيقي بعد الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
ويحضر المغرب دائما في انشغالات الأمن القومي الإسباني، وفي رده على السؤال التالي: هل تساهم العلاقات الجيدة للمغرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل في ضعف استقرارنا؟، وجاء جوابه حرفيا: “نعم. هذا التحالف يقلقني. المغرب لديه الآن حليف قوي جداً، وهو إسرائيل وتكنولوجيتها. في الأصل، هذا التحالف ليس ضدنا، بل يتعلق بالصراع بين المغرب والجزائر، لكن لا يجب ولا يمكننا أن ننسى أن المغرب لديه مطالب جدية جداً على الأراضي الإسبانية. من الضروري التعاون مع الجيران في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية الجماعية… ولكن يجب أن نكون واضحين تمامًا بشأن ما نقبله وما هو غير مقبول بالنسبة لإسبانيا”. وهو بهذا، يشير الى مطالب المغرب باستعادة سبتة ومليلية المحتلتين.
ويبرز هذا الرد القلق العميق لدى المؤسسة العسكرية والاستخباراتية في إسبانيا بأنه مهما كان الصراع المغربي الجزائري في التسلح والزعامة في شمال إفريقيا، فإنه سينعكس سلبا على اسبانيا في آخر المطاف. وترتكز هذه الأطروحة على مطالب المغرب باستعادة مدينتي سبتة ومليلية وبعض الجزر المحتلة مستقبلا.
