تتنافس ثلاث دول على سوق المقاتلات في العالم وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، وبينما كان الجميع ينتظر اقتحام الصين للمنافسة، تبرز دولة السويد بمقاتلتها “جاس 39 غريبين” التي بدأت الكثير من جيوش دول العالم مثل البرازيل تفضلها.
ومنذ الحرب العالمية الثانية، هيمنت ثلاث دول على صفقات المقاتلات الحربية عالميا، وهي الولايات المتحدة بمقاتلات عائلة فانتوم وأبرزها إف 16، المقاتلة الأكثر مبيعا في العالم، وحاليا ب إف 35، ثم الاتحاد السوفياتي ولاحقا روسيا بمقاتلات عائلة الميغ وسوخوي، ومن أوروبا فرنسا بمقاتلات ميراج ثم رافال.
وبينما العالم الآن يتحدث عن التنافس الكبير بين مقاتلات إف 35 الأمريكية ورافال الفرنسية وسوخوي 35 الروسية، وينتظر العالم اقتحام الصين هذه المنافسة، اقتحمت السويد الساحة بفضل مقاتلتها غريبين وتعزز من مكانتها. وعمليا، لا يهتم الخبراء بالسويد كثيرا في المجال الحربي رغم أنها تصنع أدق المدافع وأحسن الفرقاطات.
وفي هذا الصدد، أعلنت البرازيل خلال الأسبوع الجاري نيتها اقتناء 34 من مقاتلات جاس 39 غريبين من شركة ساب السويدية. وتنضاف هذه الطائرات الى صفقة أخرى كانت البرازيل قد اقتنت بموجبها 40 مقاتلة من هذا النوع. وبهذا، ستصبح البرازيل تتوفر على أكبر أسطول من مقاتلات غريبين بعد السويد. وكانت البرازيل قد قررت بداية العقد الماضي شراء رافال الفرنسية، ثم تخلت عن الصفقة لصالح إف 16 الأمريكية، وتخلت عن الصفقة وفضلت الرهان على المقاتلة السويدية غريبين. وعندما تفضل قوة عسكرية إقليمية من حجم البرازيل مقاتلة غريبين فهي أحسن دعاية لهذه الطائرة.
وعلاوة على السويد ثم البرازيل، فضلت دول أخرى هذه المقاتلة على باقي المقاتلات ومنها جمهورية التشيك وهنغاريا والتايلاند وجنوب إفريقيا. وكادت دول أن توقع صفقات مع السويد مثل كندا والدنمارك وسويسرا وبلجيكا، غير أنها تراجعت تحت الإغراءات الأمريكية لاقتناء إف 35 مثل حالة بلجيكا والدنمارك أو إف 16 مثل رومانيا. ورفضت السويد بيع هذه المقاتلات لدول أخرى ومنها باكستان، بينما عارضت بريطانيا بيعها للأرجنتين بسبب النزاع حول جزر الفوكلاند (المالوين). وتستعمل غريبين قطع بريطانية في تصنيع المقاتلة، وهو ما يمنح الحق لبريطانيا معارضة بعض الصفقات التي تضر مباشرة بأمنها القومي مثل حالة الأرجنتين. في المقابل، تدرس دول مثل كولومبيا والتشيلي والنمسا والفلبين وبوتسوانا توقيع صفقات مستقبلا لشراء هذه المقاتلة.
وتفضل الكثير من الدول مقاتلة غريبين لأنها متطورة وتتفوق على إف 16 لأنها متعددة المهام بين هجومية واعتراضية وعمليات الاستطلاع. ويبقى سعرها في متناول عدد من الدول لأن الطائرة الواحدة تساوي ما بين 30 مليون دولار الى 60 مليون دولار، حسب المواصفات ونوعية الأسلحة. ولا تكلف ساعة طيران سوى خمسة آلاف دولار، وهي الأقل بكثير مقارنة مع مقاتلات أخرى سواء من الجيل الرابع أو أو إف 35.
وكانت الدول المهيمنة على صفقات الأسلحة تنتظر منافسة صينية قوية، غير أن المنافسة جاءت من السويد التي تغري مقاتلتها غريبين عدد من جيوش العالم. وعمليا، لا تبيع السويد الأسلحة للدول المتورطة في النزاعات الحربية، ولو انفتحت على سوق السلاح بدون شروط، لكانت من الدول الرئيسية في تصدير الأسلحة. كما تعتبر السويد الدولة الوحيدة التي لا تعتبر دولة كبرى ولم تكن دولة استعمارية لها دول مرتبطة بها والتي تنجح في اقتحام سوق المقاتلات.