مع اقتراب الانتخابات التشريعية في إسبانيا وعودة التوتر الصامت بين الرباط ومدريد حول سبتة ومليلية المحتلتين، قررت الحكومة الائتلافية في هذا البلد الأوروبي تجميد عملية تفويت إدارة مراقبة الأجواء في منطقة الصحراء للمغرب.
وكانت العلاقات بين الرباط ومدريد قد شهدت تقدما ملحوظا منذ مارس 2022 عندما بعث رئيس الحكومة بيدرو سانشيز برسالة الى الملك محمد السادس يثني فيها على الحكم الذاتي، ويعتبره الحل الأمثل لنزاع الصحراء. وكان المغرب قد تقدم بمقترح الحكم الذاتي الى الأمم المتحدة سنة 2007.
وبعد اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز في الرباط خلال أبريل 2022، جرى الاتفاق بين البلدين على تعميق الحوار ومن ضمن ما جرى الاتفاق عليه، تحول سبتة ومليلية الى مركزين جمركيين وبدء تفويت إسبانيا مراقبة أجواء الصحراء للإدارة المغربية ضمن ملفات أخرى.
وبعد مرور سنة، عادت العلاقات بين البلدين لتشهد مجددا توترا ولو نسبيا. في هذا الصدد، صوت نواب الحزب الاشتراكي الإسباني في البرلمان الأوروبي على تقرير يلمح الى فرضية تورط المغرب في التجسس بواسطة البرنامج الإسرائيلي بيغاسوس على مسؤولين أوروبيين. والآن، يقوم بتجميد تفويت الصلاحية للمغرب بشأن مراقبة الأجواء في الصحراء، وفق مصادر سياسية إسبانية. ومن جانبه، أرجأ المغرب فتح الحدود الجمركية بشكل رسمي بين الأراضي المغربية وسبتة ومليلية.
ويبدو أن الحكومة المؤقتة الحالية لا تريد تسريع تفويت إدارة مراقبة الأجواء للمغرب، وتفضل انتظار نتائج الانتخابات التشريعية التي ستجري في البلاد يوم 23 من الشهر المقبل. وكان رئيس الحكومة قد دعا الى انتخابات مبكرة بعدما خسر الانتخابات البلدية والحكم الذاتي التي جرت نهاية الشهر الماضي. وإذا فاز الحزب الاشتراكي في الانتخابات، سيواصل مباحثات تفويت إدارة مراقبة الأجواء لكن مقابل تنازلات في سبتة ومليلية وعلى رأسها تسريع تحويل سبتة ومليلية إلى مركزين جمركيين. وإذا فاز الحزب الشعبي المحافظ، وقتها سيجد صعوبات كبيرة في هذا الملف.
كانت منظمة الطيران المدني الدولي قد أوكلت إلى إسبانيا مراقبة الأجواء في الصحراء، أي خدمة معلومات الطيران والتنبيه في الأربعينات من القرن الماضي. وتتوفر إسبانيا حاليا في التقسيم الدولي على أربعة مناطق لخدمة معلومات الطيران وهي مناطق برشلونة ومدريد وإشبيلية بينما الرابعة هي جزر الكناري تحت رقم التسجيل GCCC. للحصول على مراقبة أجواء الصحراء، يجب على المغرب إقناع إسبانيا بذلك، ثم الاتفاق مع منظمة الطيران المدني الدولي.