أعلن حزب سياسي وحركة حقوقية، عزمهما نقل ملف سبتة ومليلية إلى الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار، وانتقدا صمت الدولة المغربية عن هذا الملف.
في هذا الصدد، أصدر حزب النهج الديمقراطي، وهو حزب يساري، بيانا منذ أيام، يدعو فيه إلى ضرورة التحرك لتصفية الاستعمار من سبتة ومليلية بسبب ما اعتبره مساعي حكومة مدريد ترسيخ الاستعمار في المدينتين.
وندد الحزب بـ“مختلف الزيارات الرسمية والحكومية للمدينتَين بدون أدنى تحفظ دبلوماسي إسباني خلال السنتين الأخيرتين”. واعتبر دعم حكومة مدريد انضمام سبتة ومليلية إلى “اللجنة الأوروبية للمناطق والأقاليم”، التي هي هيئة استشارية تابعة للاتحاد الأوروبي، بـ”الخبر السيئ جدا”.
وكان بيان الحزب قاسيا مع الدولة المغربية بقوله إن “أسلوب الدولة المغربية المتردد وغير المبدئي في التعامل مع المدينتين والجزر الشمالية في المتوسط من خلال عدم طرحهما على اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار، وجعل المدينتين وسيلة للضغط السياسي من حين لآخر فقط وليس قضية مبدئية لجلاء الاستعمار، كل هذا جعل الدولة الإسبانية تدفع في اتجاه حسم ملف المدينتين وترسيخ الدمج النهائي لهما في التراب الإسباني وفي المنظومة القانونية الأوروبية”.
ويوجه البيان نداء إلى الأحزاب السياسية المغربية بتشكيل جبهة لمواجهة الاستعمار الإسباني في المدينتين.
وفي الاتجاه نفسه، أعلن عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، السبت، في برنامج “حوارات” على يوتيوب، الذي يديره الصحافي حميد المهداوي، عزم الجمعية نقل هذا الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لبدء عملية تصفية الاستعمار. ودعا الدولة المغربية لأن تكون في مستوى مسؤولياتها التاريخية لإكمال مسلسل تصفية الاستعمار.
ومن غير المعروف إن كان الحزب والجمعية سيتقدمان بطلب إلى الأمم المتحدة، أم سيعتمدان على جمعيات وأحزاب دولية في هذا الشأن.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تجميد الرباط ملف سبتة ومليلية، والتلميح بأ، ملف الصحراء يحظى بالأولوية. وكان المغرب قد أعلن سنة 2007 عن عزمه شن أكبر حملة دولية للتعريف بملف سبتة ومليلية في أفق تصفية الاستعمار، وكان ذلك في ضوء زيارة ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس للمدينتين، وهو ما كان يعد سابقة وقتها.
غير أن الرباط قامت بتجميد الملف بشكل ملفت، بما في ذلك تجنب الأحزاب المغربية الحديث عنه. وكانت حكومة مدريد قد أعلنت مؤخرا أن سبتة ومليلية ستتحولان إلى مركز جمركي رسمي، ولم يصدر عن المغرب أي رد فعل.