العلاقات بين الرباط وباريس تدخل النفق وتخوف المغرب من عرقلة فرنسية لأي مبادرة لصالح الحكم الذاتي في الاتحاد الأوروبي

الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

ارتفعت حدة الأزمة بين المغرب وفرنسا بعدما تأكد إلغاء زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الى الرباط خلال الربع الأول من السنة الجارية. ويخالج المغرب القلق من دور فرنسي في عرقلة أي مبادرة إسبانية لصالح الحكم الذاتي وسط الاتحاد الأوروبي ابتداء من يوليوز المقبل.

وكان السفير الفرنسي المعتمد في الرباط كريستوفر لوكورتي قد صرح مؤخرا بترقب حدوث زيارة ماكرون إلى المغرب قبل نهاري مارس/آذار الجاري، لكن هذه الزيارة أصبحت شبه مستحيلة الآن لأسباب ثلاثة. في المقام الأول، تسريبات دبلوماسية مغربية لبعض وسائل الاعلام تقول فيها أن العلاقات الثنائية غير ودية. وفي المقام الثاني، في تقديمها توضيحات في البرلمان حول العلاقات الثنائية، تجنبت وزيرة خارجية فرنسا كاثرين كولونا هذا الأسبوع الحديث عن الزيارة. وفي المقام الثالث، مازال الملك محمد السادس يوجد في الغابون في زيارة خاصة منذ نهاية ديسمبر الماضي، ويرتقب عودته بداية شهر رمضان.

ويعترف البلدان بوجود أزمة، لكن دون إصدار تصريحات واضحة من طرف المسؤولين وخاصة الحكوميين، بينما يتلوى نواب برلمانيون ووسائل إعلام التأكيد على الأزمة وتقديم تفاصيل. وفي حالة المغرب، تندد بعض الأحزاب بما تصفه “السياسة الإستعمارية الفرنسية”، وتنشر مقالات شديدة اللهجة ضد رئاسة فرنسا. ومن جانبها، انخرطت بعض وسائل الاعلام وعلى رأسها ماريان في مهاجمة المغرب.

ويرغب المغرب في موقف واضح لفرنسا من مغربية الصحراء، وكان الملك محمد السادس قد قال في خطبه الأخيرة أنه على الحلفاء التقليديين إبداء موقف حول مغربية الصحراء. غير أن باريس لن تذهب في هذا المنحى، لاسيما وأن الرئيس إيمانويل ماركون قد صرح منذ أيام في الغابون، بمناسبة زيارته الى هذا البلد بأن “فرنسا ستلتزم الحياد.  وكان هناك رهان على لقاء بين الملك محمد السادس وماكرون في الغابون، ولم يحدث.

وستتولى إسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي ما بين يوليو الى ديسمبر 2023، ويراهن المغرب على هذا البلد لكي يقوم بإصلاح العلاقات بين الرباط والاتحاد الأوروبي والتي تأثرت كثيرا بسبب التحقيق في فضيحة “موروكو غيت” ومصادقة البرلمان الأوروبي يوم 19 يناير الماضي على قرار يدين خرق المغرب لحقوق الإنسان، وخاصة ملف الصحفيين الثلاث توفيق بوعشرين وسليما الريسوني وعمر الراضي.

في الوقت ذاته، يرغب المغرب قيام إسبانيا في الدفاع عن مقترح الحكم الذاتي حلا لنزاع الصحراء، طالما تعتبر مدريد أنه الحل الذي قد يكون الأنسب. وتتخوف الرباط من عرقلة فرنسية ودول أخرى لمساعي مدريد في هذا الشأن. وألمحت وسائل إعلام مقربة من الدولة المغربية هذا التخوف. وكانت حكومة مدريد قد حاولت تجنيب إدانة المغرب في البرلمان الأوروبي يوم 19 يناير الماضي حول خروقات حقوق الإنسان، وصوت نواب الحزب الاشتراكي الحاكم ضد القرار. وقد يتكرر السيناريو هذه المرة مع أي مبادرة لصالح الحكم الذاتي في المؤسسات الأوروبية.

Sign In

Reset Your Password