رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي
ألف بوست.- أنشأت حكومة مدريد جهازا استخباراتيا تحت اسم “النظام الوطني للاستخبارات الاقتصادية” متخصصا في حماية المصالح الاقتصادية والتجارية الإسبانية في الخارج من المنافسة والتجسس الاقتصادي، ويعتبر المغرب وأمريكا اللاتينية من أهم ساحات عمل هذا الجهاز. وتتخوف اسبانيا كثيرا في المغرب من فرنسا.
وكشفت جريدة “إيكونوميستا” في عدد الأربعاء من الأسبوع الجاري قرار الحكومة الإسبانية بإنشاء جهاز استخباراتي متخصص في الاقتصاد للدفاع عن مصالح البلاد في الخارج لاسيما في ظل التطورات الجارية في الوقت الراهن على المستوى الاقتصادي. وتتوفر الاستخبارات الإسبانية المعروف باسم “وكالة الاستخبارات الوطنية” على شعبة متخصصة في الاقتصاد إلا أن قرار حكومة مدريد بإنشاء الجهاز الجديد يشكل قفزة نوعية ووعيا من اسبانيا بأهمية التجسس الاقتصادي. وسيكون الجهاز مرتبطا بوزارة الاقتصاد ولكن مجلسه مكون من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والمخابرات الإسبانية.
وتعرضت اسبانيا لعدد من النكسات الاقتصادية على المستوى الدولي خلال السنوات الأخيرة أبرزها تأميم الأرجنتين لشركة ريبسول السنة الماضية، الأمر الذي شكل ضربة قوية للإستثمارات الإسبانية في أمريكا اللاتينية.
وسيكون من مهام الجهاز الجديد احتواء الأزمات التي قد تعصف بمصالح اسبانيا الاقتصادية في الخارج وخاصة في مناطق تعتبر استراتيجية. ومن ضمن هذه المناطق أمريكا اللاتينية، حيث تعاني الاستثمارات الإسبانية من سياسة التأميم التي تنهجها دول مثل فنزويلا وبوليفا والأرجنتين.
ويعتبر المغرب من أهم المناطق الاستراتيجية للاقتصاد الإسباني لاسيما وأن إنشاء هذا الجهاز يأتي في وقت تجاوزت فيه اسبانيا كشريك تجاري فرنسا سنة 2012. وستعمل اسبانيا على الحفاظ على هذه المكانة ومحاولة الفوز كذلك بصفقات المشاريع الكبرى الخاص بالبنيات التحتية التي يعمل المغرب على تطويرها.
وتاريخيا، يشتكي المستثمرون الإسبان من ميل السلطات المغربية الى فرنسا وتهميشهم في الصفقات الكبرى بسبب التوتر السياسي الذي ينفجر بين الحين والآخر.
ويعتبر التجسس الاقتصادي المتمثلة في المحافظة على المصالح التجارية وسرقة التصاميم الصناعية وخطط البيع والماركتينغ من أهم الشعب الجديدة في الاستخبارات على المستوى العالمي. وقد برعت الصين في هذا المجال بشكل كبير.