المغرب يطالب فرنسا باستعادة أرشيف زعيم الثورة الريفية عبد الكريم الخطابي

صورة مركبة لحرب الريف وغلاف مجلة تايم للخطابي

طالب المغرب فرنسا باستعادة أرشيف محمد بن عبد الكريم الخطابي قائد الثورة الريفية في مواجهة الاستعمار، ولكن الرباط لم توجه الطلب حتى الآن إلى إسبانيا. ويعد ملف الريف من الملفات الإستعمارية الشائكة بسبب تعرض سكان المنطقة الى حرب بالغازات السامة إبان العشرينيات .
وجاء الطلب من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي يعتبر مؤسسة رسمية تتولى ملفات حقوق الإنسان، حيث وجهت رئيستها أمينة بوعياش، وفق الصحافة المغربية، الجمعة، طلباً الى الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي التابع لوزارة الخارجية الفرنسية. ويعتبر المجلس هذا الطلب ضمن استعادة المغرب لجزء من ذاكرته التاريخية.
ويتزامن طلب المغرب مع النقاش القوي في فرنسا حول ضرورة الإفراج عن الأرشيف التاريخي لفرنسا الخاص بالاستعمار وعلى رأسه الاستعمار الفرنسي في الجزائر. ويعتقد أن فرنسا استحوذت على أرشيفزعيم الثورة الريفية محمد بن عبد الكريم الخطابي  عندما استسلم بعد حرب سنة 1926.

وهناك علامات استفهام بشأن القيمة الحقيقية للأرشيف، وما إذا كان يحتوي  على وثائق تاريخية هامة أم أن الخطابي قام بحرق الجزء الأكبر من الأرشيف الذي كان يتضمن الجمهورية التي أعلنها بداية العشرينات والمراسلات مع الدول الأجنبية وكذلك تنظيم الجيش والمجتمع الريفي.
وكان الخطابي قد تزعم سلسلة من الحروب ضد التواجد الإسباني في شمال المغرب، وخاصة في منطقة الريف، وتكبدت إسبانيا أكبر الهزائم في تاريخها ومنها هزيمة معركة أنوال خلال يوليو 1921، التي يطلق عليها في التاريخ الإسباني بـ “النكسة” لهول الخسائر التي تجاوزت 12 ألف قتيل في صفوف الجيش الإسباني في أقل من يومين. وكان الخطابي قد انتقل الى مواجهة فرنسا في الوسط المغربي، حيث كان المغرب مقسما بين اسبانيا وفرنسا. وانتصر على فرنسا في معركة ورغة.
وتعتبر الهزيمة التي لحقت بالفرنسيين في ورغة الأكبر من نوعها في الحروب التي واجهتها في مستعمراتها، حيث ترتب عن هذه الهزيمة تقديم المارشال ليوطي استقالته وتعويضه بالمارشال الشهير جوسيب بيتان، البطل القومي في فرنسا الذي واجه الألمان في معركة فريدوم خلال الحرب العالمية الأولى التي تعتبر من أشرس المعارك في تاريخ أوروبا قبل أن يصبح عميلا لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
هزيمة ورغة التي يصفها المؤرخون الإسبان بـ “أنوال الفرنسية” دفعت باريس الى البحث عن تفاهم مع حكومة مدريد. وكان الاتفاق الفرنسي-الإسباني الشهير في يوليو 1925 في مدريد للعمل المشترك من أجل القضاء على ثورة الريفيين بعدما تبين مخطط الخطابي بالاقتراب والسيطرة على مدينة طنجة التي كانت تعيش وضعا دوليا استثنائيا قد يقلب الكثير من الأوراق في شمال إفريقيا.
عسكريا، جندت فرنسا أكثر من 200 ألف جندي بقيادة الماريشال بيتان وجندت إسبانيا أكثر من 60 ألف جندي بقيادة الرئيس الجنرال بريمو دي ريفييرا الذي جاء إلى الحكم بعد انقلاب نتيجة انعكاسات معركة أنوال على اسبانيا. فقد وظفت فرنسا واسبانيا الطيران الحربي بشكل مكثف، وكان الأخطر هو استعمال الغازات السامة ضد المغاربة في هذه الحرب لترحيل السكان من مناطقهم لمنع الدعم اللوجيستي عن قوات الريف من ماء ومأكل. ونتج عن استعمال هذا السلاح الجديد استسلام الخطابي سنة 1926.

Sign In

Reset Your Password