وسط استمرار الغموض حول الكركرات، الملك يندد بالبوليساريو ويطرح بشكل غير مباشر الداخلة بديلا للمعبر

الملك محمد السادس

وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس ليلة السبت خطابا الى الشعب بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وندد فيه بتصرفات جبهة البوليساريو سواء في الكركرات أو في الجانب الشرقي من الجدار، وطرح بديلا للمعبر مع موريتانيا وهو الرهان على ميناء الداخلة كنقطة تنمية مع دول إفريقيا الغربية.

ويأتي الخطاب في مرحلة توتر حساسة للغاية بعدما أقدمت جبهة البوليساريو عبر توظيف مدنيين أو ما تسميهم أعضاء المجتمع المدني على إغلاق معبر الكركارات لمدة تقترب الثلاثة أسابيع بدون حل في الأفق بل وامتداد وجود أنصار البوليساريو الى شواطئ لكويرة وتأسيس هيئة في العيون تحت اسم “الهيئة الصحراوي لمناهضة الاحتلال المغربي”.

وبعد استعراضه وضع المغرب في هذا النزاع من خلال تراجع اعتراف الدول بالجمهورية التي أعلنتها جبهة البوليساريو أو “الانسياق وراء أطروحة الأطراف الأخرى”، ثم فتح بعض الدول لتمثيليات دبلوماسية في الصحراء، ركز على أهم نقطة ينتظرها المغاربة وهي الكركرات.

وعلاقة بهذه النقطة يبرز في الخطاب “وهنا نؤكد رفضنا القاطع، للممارسات المرفوضة، لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة”.

وهذه الفقرة من الخطاب تبرز ما يلي:  رفض ما تقوم به البوليساريو من عرقلة السير بين المغرب وموريتانيا، ولكن الخطاب لم يكشف نهائيا هل سيتدخل المغرب عسكريا لفتح معبر الكركارات أم لا. وفي النقطة الثانية وهي حساسة للغاية، بدأ البوليساريو من رفع تواجده في المنطقة الواقعة وراء الجدار، حيث ينوي نقل عدد من  الإدارات الى تلك المنطقة بل والتفكير في منح تراخيص لبعض الدول مثل جنوب إفريقيا للتنقيب عن الثروات الطبيعية وهو ما أشدد عليه الملك ب ” أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة”.

ويبدو أن المغرب يستبعد الرهان العسكري في الوقت الراهن وترك إيجاد حل لمعبر الكركارات في يد الأمم المتحدة من أجل التوصل الى أرضية تفاهم. وتجدر الإشارة الى أن نشوب حرب حول المعبر قد يعني استئناف الحرب التي توقفت سنة 1991 كما قد يعني الاغلاق التام لمعبر الكركارات، إذ قد تتخذ موريتانيا قرارا بإغلاق حدودها الشمالية.

 

Sign In

Reset Your Password