“قد تعيش البشرية سنوات مع فيروس كورونا، وقد يكون الحل هو مناعة القطيع في ظل فشل التوصل الى اللقاح”، كانت الرسالة التي وجهها الخبير في علم الفيروسات إريك كوميس صاحب كتاب “طوارئ صحية”، والذي حذّر خلال الصيف الماضي من خطورة الموجة الثانية.
وأوضح هذا الخبير في حوار مع القناة التلفزيونية BFMTV يومه الخميس في تعليقه على قرار الحجر الصحي الذي أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس وسيطبق على فرنسا ابتداء من غد الجمعة أن “الوضع مقلق للغاية، والفيروس يتناسل بشكل مقلق بل الموجة الثانية ستكون خطيرة”.
وتابع قائلا أنه أمام الفشل الحالي للبحث العلمي في التوصل الى لقاح لمواجهة الفيروس وتحفظه على ما يذاع عن نجاح بعض اللقاحات، يبرز “سنضطر الى التعايش مع هذا الفيروس ربما لسنوات، ويبقى الحل الوحيد هو مناعة القطيع كما وقع مع فيروسات سابقة في الماضي ومنها فيروسات من عائلة كورونا فيروس لم تعد تؤثر على صحة الناس، ولكي يتراجع تأثير الفيروس وسط البشرية، يجب أن تصل مناعة القطيع الى ما يفوق 60% “.
وعلاقة بمناعة القطيع، يعتبر هذا الباحث الذي يدير وحدة خاصة بالأمراض التنفسية المعدية في مستشفى سالبيتريير في باريس ترك الشباب يصاب بالفيروس شريطة ابتعاده عن الآباء والأجداد طيلة فترة المرض. ويعتبرها طريقة للحد من الفيروس مستقبلا وتعزيز مناعة القطيع مستقبلا إذا لم يتم التوصل الى لقاح.
وكان إريك كوميس قد نبه خلال شهر أغسطس/آب الماضي من خطورة الموجة الثانية من الفيروس، وطالب بتشديد الإجراءات الاحترازية وتطبيق الحجر الصحي الذكي ابتداء من شهر سبتمبر لتفادي الأسوأ مع حلول شهر أكتوبر، ولكن السلطات الفرنسية لم تأخذ تنبيهاته على محمل الجد. ونشر خلال الشهر الجاري كتاب “الطوارئ الصحية”، يتحدث فيه كيف فشلت الإجراءات الاحترازية في احتواء الفيروس لأنها جاءت متأخرة كثيرا.
ويعيش العالم موجة جديدة من كورونا فيروس، حيث بدأت بعض الدول في تطبيق حالة الطوارئ مثل اسبانيا أو الحجر الصحي الذكي مثل فرنسا، وانتشر الفيروس في العالم خلال الأسبوعين الأخيرين بشكل ملفت، حيث تضاعف في الكثير من الدول مثل فرنسا واسبانيا والمغرب والمانيا وبلجيكا.