وصل أكثر من 20 قاربا للهجرة السرية من غرب الجزائر الى سواحل شرق اسبانيا ولاسيما جزر الباليار منذ بداية الأسبوع الجاي، وهي ظاهرة جديدة تفاقمت خلال الشهور الأخيرة بشكل ملفت، وهذا ما يجعل من هذا البلد المغاربي نقطة رئيسية للهجرة في الوقت الراهن نحو أوروبا بدل المغرب وتونس.
وتبرز الصحافة الإسبانية كيف وصلت الى سواحل شرق الأندلس وخاصة السواحل الممتدة ما بين ألمرية ومورسية ثم جزر الباليار أكثر من 20 قاربا للهجرة منذ بداية الأسبوع محملة بمئات المهاجرين الجزائريين، ومنها 13 وصلت الى جزر الباليار في بضع ساعات ما بين ليلة الاثنين وفجر الثلاثاء من الأسبوع الجاري.
واعتادت اسبانيا على الهجرة الكلاسيكية وهي وصول قوارب من شمال المغرب منذ سنوات طويلة وبالضط عبر مضيق جبل طارق وإن كان خلال الثلاث سنوات الأخيرة ارتفعت وتيرة القوارب من شرق المغرب وبالضبط من منطقة الريف بعد الحراك الشعبي. لكن هذه القوارب لم يسبق أن كانت بالكثافة التي تصل بها الآن قوارب الهجرة من الجزائر. في هذا الصدد، كان المنعطف يوم 24 يوليوز/تموز الماضي عندما رصد رادار مراقبة الحدود الخارجية ثلاثين قاربا للهجرة وعلى متنها 400 مهاجر انطلقت من سواحل الجزائر ووصلت مساء وليلة ذلك اليوم الى سواحل ألمرية ومورسيا واليكانتي وجزر الباليار. كان ذلك اليوم أشبه بهجوم منظم لم يسبق أن شهدته إسبانيا طيلة 30 سنة من تاريخ قوارب الهجرة.
ويعتقد خبراء الهجرة سواء في إسبانيا أو في مصلحة فرونتيكس، وهي المؤسسة الأوروبية لحراسة الحدود الخارجية للاتحاد، بوجود تنسيق بين مافيات المهاجرين للانطلاق في وقت واحد لجعل البحرية الجزائرية والإسبانية عاجزتين عن مواجهة الظاهرة.
وبدأ خط الهجرة الجديد من غرب الجزائر نحو إسبانيا يعوض منطقة مضيق جبل طارق وسواحل تونس نحو إيطاليا، وهذا ما جعل الشباب المغاربي من تونس والمغرب بالرهان على هذا الخط الى جانب الشباب الجزائري الذي يشكل أغلبية المهاجرين حتى الآن. وكانت جريدة إسبانيول قد كتبت مؤخرا كيف انتقلت الهجرة من مضيق جبل طارق الى غرب الجزائر. وكتبت جريدة أوريون 21 كيف تضاعفت الهجرة من الجزائر نحو إسبانيا ست مرات وتجاوز الهجرة السرية من المغرب.
وكانت السلطات الجزائرية تؤكد على قدرتها مراقبة الشواطئ لمنع الهجرة السرية، لكن منذ بداية السنة الجارية تغيرت هذه المعادلة، وأصبحت عشرات القوارب تنطق أسبوعيا من غرب البلاد نحو شواطئ اسبانيا. وكان وزير الداخلية الإسباني غراندي مارلاسكا قد زار الجزائر يوم 10 أغسطس/آب الماضي لمعالجة هذه الظاهرة، لكن بدون نتائج تذكر حتى الآن.